أمرهما كذلك أظهر يعقوب الارتحال عن معسكره إلى ناحية سجستان فارتحل عنه مرحلة وبلغ طوقا ارتحاله فظن أنه قد بدا له في حربه وترك عليه كرمان وعلى على ابن الحسين فوضع آلة الحرب وقعد للشرب ودعا بالملاهي ويعقوب في كل ذلك لا يغفل عن البحث عن أخباره فاتصل به وضع طوق آلة الحرب وإقباله على الشراب واللهو بارتحاله فكر راجعا فطوى المرحلتين إليه في يوم واحد فلم يشعر طوق وهو في لهوه وشربه في آخر نهاره إلا بغبرة قد ارتفعت من خارج المدينة التي هو فيها من كرمان فقال لأهل القرية ما هذه الغبرة فقيل له هذه غبرة مواشي أهل القرية منصرفة إلى أهلها ثم لم يكن إلا كلا ولا حتى وفاه يعقوب في أصحابه فأحاط به وبأصحابه فذهب أصحاب طوق لما أحيط بهم يريدون المدافعة عن أنفسهم فقال يعقوب لأصحابه أفرجوا للقوم فأفرجوا لهم فمروا هاربين على وجوههم وخلوا كل شئ لهم مما كان معهم في معسكرهم وأسر يعقوب طوقا فحدثني ابن حماد البربري أن علي بن الحسين لما وجه طوقا حمله صناديق في بعضها أطوقة وأسورة ليطوق ويسور من أبلى معه من أصحابه وفى بعضها أموال ليجيز من استحق الجائزة منهم وفى بعضها قيود وأغلال ليقيد بها من أخذ من أصحاب يعقوب فلما أسر يعقوب طوقا ورؤساء الجيش الذين كانوا معه أمر بحيازة كل ما كان مع طوق وأصحابه من المال والأثاث والكراع والسلاح فحيز ذلك كله وجمع إليه فلما أتى الصناديق أتى بها مقفلة فأمر ببعضها أن يفتح ففتح فإذا فيه القيود والأغلال فقال لطوق يا طوق ما هذه القيود والأغلال قال حملنيها علي بن الحسين لأقيد بها الاسرى وأغلهم بها فقال يا فلان انظر أكبرها وأثقلها فاجعله في رجلي طوق وغله بغل ثم جعل يفعل مثل ذلك بمن أسر من أصحاب طوق قال ثم أمر بصناديق أخر ففتحت فإذا فيها أطوقة وأسورة فقال يا طوق ما هذه قال حملنيها على لأطوق بها وأسور أهل البلاء من أصحابي قال يا فلان خذ من ذلك طوق كذا وسوار كذا فطوق فلانا وسوره ثم جعل يفعل ذلك بأصحاب نفسه حتى طوقهم وسورهم ثم جعل يفعل كذلك بالصناديق
(٥٢١)