شهرين لقلة المال عندهم وكان المستعين خلف بسامرا في بيت المال مما كان طلمجور وأساتكين القائدان قدما به من ناحية الموصل من مال الشأم نحوا من خمسمائة ألف دينار وفى بيت مال أم المستعين قيمة ألف ألف دينار وفى بيت مال العباس ابن المستعين قيمة ستمائة ألف دينار * فذكر أن نسخة البيعة التي أخذت (بسم الله الرحمن الرحيم) تبايعون عبد الله الامام المعتز بالله أمير المؤمنين بيعة طوع واعتقاد ورضى ورغبة وإخلاص من سرائركم وانشراح من صدوركم وصدق من نياتكم لا مكرهين ولا مجبرين بل مقرين عالمين بما في هذه البيعة وتأكيدها من تقوى الله وإيثار طاعته وإعزاز حقه ودينه ومن عموم صلاح عباد الله واجتماع الكلمة ولم الشعث وسكون الدهماء وأمن العواقب وعز الأولياء وقمع الملحدين على أن أبا عبد الله المعتز بالله عبد الله وخليفته المفترض عليك طاعته ونصيحته والوفاء بحقه وعهده لا تشكون ولا تدهنون ولا تميلون ولا ترتابون وعلى السمع والطاعة والمشايعة والوفاء والاستقامة والنصيحة في السر والعلانية والخفوف والوقوف عند كل ما يأمر به عبد الله أبو عبد الله الامام المعتز بالله أمير المؤمنين من موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه من خاص وعام وقريب وبعيد متمسكين ببيعته بوفاء العقد وذمة العهد سرائركم في ذلك كعلانيتكم وضمائركم فيه كمثل ألسنتكم راضين بما يرضى به أمير المؤمنين بعد بيعتكم هذه على أنفسكم وتأكيدكم إياها في أعناقكم صفقة راغبين طائعين عن سلامة من قلوبكم وأهوائكم ونياتكم وبولاية عهد المسلمين لإبراهيم المؤيد بالله أخي أمير المؤمنين وعلى ألا تسعوا في نقض شئ مما أكد عليكم وعلى أن لا يميل بكم في ذلك مميل عن نصرة وإخلاص وموالاة وعلى أن لا تبدلوا ولا تغيروا ولا يرجع منكم راجع عن بيعته وانطوائه على غير علانيته وعلى أن تكون بيعتكم التي أعطيتموها بألسنتكم وعهودكم بيعة يطلع الله من قلوبكم على اجتبائها واعتمادها وعلى الوفاء بذمة الله فيها وعلى إخلاصكم في نصرتها وموالاة أهلها لا يشوب ذلك منكم نفاق ولا ادهان ولا تأول حتى تلقوا الله موفين بعهده مؤدين حقه عليكم غير
(٤٤٠)