التي ذكرت نحو مدينة آمل وهى أول مدن طبرستان مما يلي كلار وسالوس من السفح وأقبل ابن أوس من سارية إليها يريد دفعه عنها فالتقى جيشاهما في بعض نواحي آمل ونشبت الحرب بينهم وخالف الحسن بن زيد وجماعة ممن معه من أصحابه موضع معركة القوم إلى ناحية أخرى فدخلوها فاتصل الخبر بدخوله مدينة آمل بابن أوس وهو مشتغل بحرب من هو في وجهه من رجال الحسن بن زيد فلم يكن له هم إلا النجاء بنفسه واللحاق بسليمان بسارية فلما دخل الحسن بن زيد آمل كثف جيشه وغلظ أمره وانقض إليه كل طالب نهب ومريد فتنة من الصعاليك والحوزية وغيرهم فأقام فيما حدثت الحسن بن زيد بآمل أياما حتى جبى الخراج من أولها واستعد ثم نهض بمن معه نحو سارية مريدا سليمان ابن عبد الله فخرج سليمان وابن أوس بمن معهما من جيوشهما فالتقى الفريقان خارج مدينة سارية ونشبت الحرب بينهم فخالف الوجه الذي التقى فيه الجيشان بعض قواد الحسن بن زيد إلى وجه آخر من وجوه مدينة سارية فدخلها برجاله وأصحابه فانتهى الخبر إلى سليمان بن عبد الله ومن معه من الجند فلم يكن لهم هم غير النجاء بأنفسهم * ولقد حدثني جماعة من أهل تلك الناحية وغيرها أن سليمان بن عبد الله هرب وترك أهله وعياله وثقله وكل ما كان له بسارية من مال وأثاث وغير ذلك بغير مانع ولا دافع فلم يكن له ناهية دون جرجان وغلب على ما كان له ولغيره بها من جنده الحسن بن زيد وأصحابه فأما عيال سليمان وأهله وأثاثه فإنه بلغني أن الحسن بن زيد أمر لهم بمركب حملهم فيه حتى ألحقهم بسليمان وهو بجرجان وأما ما كان لأصحابه فان من كان مع الحسن بن زيد من التبع انتهبه فاجتمع للحسن بن زيد بلحاق سليمان بن عبد الله بجرجان أمر طبرستان كلها فلما اجتمعت للحسن بن زيد طبرستان وأخرج عنها سليمان بن عبد الله وأصحابه وجه إلى الري خيلا مع رجل من أهل بيته يقال له الحسن بن زيد فصار إليها فطرد عنها عاملها من قبل الطاهرية فلما دخل الموجه به من قبل الطالبيين الري هرب منها عاملها فاستخلف بها رجلا من الطالبيين يقال له محمد بن جعفر وانصرف عنها فاجتمعت
(٤٣٢)