جعفرا بكلامه حتى رضى عنه أخوه شكرا فأحظاه ذلك عنده حين ملك وذكر أن محمد بن عبد الملك كان كتب إلى الواثق حين خرج جعفر من عنده يا أمير المؤمنين أتاني جعفر بن المعتصم يسألني ان أسأل أمير المؤمنين الرضى عنه في زي المخنثين له شعر قفا فكتب إليه الواثق ابعث إليه فأحضره ومر من يجز شعر قفاه ثم مر من يأخذ من شعره ويضرب به وجهه واصرفه إلى منزله * فذكر عن المتوكل أنه قال لما أتاني رسوله لبست سوادا لي جديدا وأتيته رجاء أن يكون قد أتاه الرضى عنى فأتيته فقال يا غلام ادع لي حجاما فدعى به فقال خذ شعره واجمعه فأخذه على السواد الجديد ولم يأته بمنديل فأخذ شعره وشعر قفاه وضرب به وجهه قال المتوكل فما دخلني من الجزع على شئ مثل ما دخلني حين أخذني على السواد الجديد وقد جئته فيه طامعا في الرضى فاخذ شعري عليه ولما توفى الواثق أشار محمد بن عبد الملك بابن الواثق وتكلم في ذلك وجعفر في حجرة غير الحجرة التي يتشاورون فيها فيمن يقعدون حتى بعث إليه فعقد له هناك فكان سبب هلاك ابن الزيات وكان بغا الشرابي الرسول إليه يدعوه فسلم عليه بالخلافة في الطريق فعقدوا له وبايعوا فأمهل حتى إذا كان يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر وقد عزم المتوكل على مكروه أن يناله به أمر ايتاخ بأخذه وعذابه فبعث إليه ايتاخ فظن أنه دعى به فركب بعد غدائه مبادرا يظن أن الخليفة دعا به فلما حاذى منزل ايتاخ قيل له اعدل إلى منزل أبى منصور فعدل وأوجس في نفسه خيفة فلما جاء إلى الموضع الذي كان ينزل فيه ايتاخ عدل به عنه فأحس بالشر ثم أدخل حجرة وأخذ سيفه ومنطقته وقلنسوته ودراعته فدفع إلى غلمانه وقيل لهم انصرفوا فانصرفوا لا يشكون انه مقيم عند ايتاخ ليشرب النبيذ قال وقد كان ايتاخ أعد له رجلين من وجوه أصحابه يقال لهما يزيد بن عبد الله الحلواني وهرثمة شارباميان فلما حصل محمد بن عبد الملك خرجا يركضان في جندهما وشاكريتهما حتى أتيا دار محمد بن عبد الملك فقال لهم غلمان محمد أين تريدون قد ركب أبو جعفر فهجما على داره وأخذا جميع ما فيها فذكر عن ابن
(٣٤٤)