أشهر وخمسة أيام وقال بعضهم وسبعة أيام واثنتي عشرة ساعة وكان ولد بطريق مكة وأمه أم ولد رومية يقال لها قراطيس واسمه هارون وكنيته أبو جعفر.
وذكر أنه لما اعتل علته التي مات فيها وسقى بطنه أمر باحضار المنجمين فاحضروا وكان ممن حضر الحسن بن سهل أخو الفضل بن سهل والفضل بن إسحاق الهاشمي وإسماعيل بن نوبخت ومحمد بن موسى الخوارزمي المجوسي القطر بلى وسند صاحب محمد بن الهيثم وعامة من ينظر في النجوم فنظروا في علته ونجمه ومولده فقالوا يعيش دهرا طويلا وقدروا له خمسين سنة مستقبلة فلم يلبث إلا عشرة أيام حتى مات * ذكر بعض أخباره * ذكر الحسن بن الضحاك أنه شهد الواثق بعد أن مات المعتصم بأيام وقد قعد مجلسا كان أول مجلس قعده فكان أول ما تغنى به من الغناء في ذلك المجلس أن تغنت شارية جارية إبراهيم بن المهدى ما درى الحاملون يوم استقلوا * نعشه للثواء أم للفناء فليقل فيك أبا كياتك ما شئ * ن صباحا ووقت كل مساء قال فبكى والله وبكينا حتى شغلنا البكاء عن جميع ما كنا فيه ثم اندفع بعض المغنيين فغنى:
ودع هريرة إن الركب مرتحل * وهل تطيق وداعا أيها الرجل * قال فازداد والله في البكاء وقال ما سمعت كاليوم قط تعزية بأب وبغى نفس ثم ارفض ذلك المجلس * وذكر عن عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع أن علي بن الجهم قال في الواثق بعد أن ولى الخلافة قد فاز ذو الدنيا وذو الدين * بدولة الواثق هارون أفاض من عدل ومن نائل * ما أحسن الدنيا مع الدين قد عم بالاحسان في فضله * فالناس في خفض وفى لين ما أكثر الداعي له بالبقا * وأكثر التالي بآمين وقال علي بن الجهم أيضا فيه