وقيده في يده قد فكه فرمى به رجلا فخر صريعا وقتلوا جميعا وقتلت سودان المدينة من لقيت من الاعراب في أزقة المدينة ممن دخل يمتار حتى لقوا أعرابيا خارجا من قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقتلوه وكان أحد بنى أبى بكر بن كلاب من ولد عبد العزيز بن زرارة وكان بغا غائبا عنهم فلما قدم فوجدهم قد قتلوا شق ذلك عليه ووجد وجدا شديدا * وذكر أن البواب كان قد ارتشى منهم ووعدهم أن يفتح لهم الباب فعجلوا قبل ميعاده فكانوا يرتجزون ويقولون وهم يقاتلون الموت خير للفتى من العار * قد أخذ البواب ألف دينار وجعلوا يقولون حين أخذهم بغا يا بغية الخير وسيف المنتبه * وجانب الجور البعيد المشتبه من كان منا جانيا فلست به * إفعل هداك الله ما أمرت به فقال أمرت أن أقتلكم وكان عزيزة بن قطاب رأس بنى سليم حين قتل أصحابه صار إلى بئر فدخلها فدخل عليه رجل من أهل المدينة فقتله وصفت القتلى على باب مروان بن الحكم بعضها فوق بعض * وحدثني أحمد بن محمد أن مؤذن أهل المدينة أذن ليلة حراستهم بنى سليم بليل ترهيبا لهم بطلوع الفجر وأنهم قد أصبحوا فجعل الاعراب يضحكون ويقولون يا شربة السويق تعلموننا بالليل ونحن أعلم به منكم فقال رجل من بنى سليم متى كان ابن عباس أميرا * يصل لصقل نابيه صريف يجور ولا يرد الجور منه * ويسطو ما لوقعته ضعيف وقد كنا نرد الجور عنا * إذا انتضيت بأيدينا السيوف أمير المؤمنين سما إلينا * سمو الليث ثار من الغريف فإن يمنن فعفو الله نرجو * وإن يقتل فقاتلنا شريف وكان سبب غيبة بغا عنهم أنه توجه إلى فدك لمحاربة من فيها ممن كان تغلب عليها من بنى فزارة ومرة فلما شارفهم وجه إليهم رجلا من فزارة يعرض عليهم الأمان ويأتيه بأخبارهم فلما قدم عليهم الفزاري حذرهم سطوته وزين لهم الهرب
(٣٢٥)