أنشط لقلبك وأطيب لنفسك وأشد لراحتك قال فان سيما الدمشقي يزاملني اليوم فمن يزاملك أنت قلت الحسن بن يونس قال فأنت واذك قال فدعوت الحسن فزاملني وتهيأ ان ركب المعتصم بغلا فاختار أن يكون منفردا قال فجعل يسير بسير بعيري فإذا أراد أن يكلمني رفع رأسه إلى وإذا أردت أن أكلمه خفضت رأسي قال فانتهينا إلى واد ولم نعرف غوره وقد خلفنا العسكر وراءنا فقال لي مكانك حتى أتقدم فأعرف غور الماء وأطلب قلته واتبع أنت موضع سيرى قال فتقدم فدخل الوادي وجعل يطلب قلة الماء فمرة ينحرف عن يمينه ومرة ينحرف عن شماله وتارة يمشى لسننه وأنا خلفه متبع لاثره حتى قطعنا الوادي قال واستخرجت منه لأهل الشاش ألفى ألف درهم لكرى نهر لهم اندفن في صدر الاسلام فأضر ذلك بهم فقال لي يا أبا عبد الله مالي ولك تأخذ مالي لأهل الشاش ويرغانة قلت هم رعيتك يا أمير المؤمنين والأقصى والأدنى في حسن نظر الامام سواء وقال غيره إنه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل * وذكر عن الفضل بن مروان أنه قال لم يكن للمعتصم لذة في تزيين البناء وكانت غايته فيه الاحكام قال ولم يكن بالنفقة على شئ أسمح منه بالنفقة في الحرب * وذكر محمد بن راشد قال قال لي أبو الحسين إسحاق بن إبراهيم دعاني أمير المؤمنين المعتصم يوما فدخلت عليه وعليه صدرة وشى ومنطقة ذهب وخف أحمر فقال لي يا إسحاق أحببت أن أضرب معك بالصوالجة فبحياتي عليك إلا لبست مثل لباسي فاستعفيته من ذلك فأبى فلبست مثل لباسه ثم قدم إليه فرس محلاة بحلية الذهب ودخلنا الميدان فلما ضرب ساعة قال لي أراك كسلان وأحسبك تكره هذا الزي فقلت هو ذاك يا أمير المؤمنين فنزل وأخذ بيدي ومضى يمشى وأنا معه إلى أن صار إلى حجرة الحمام فقال خذ ثيابي يا إسحاق فأخذت ثيابه حتى تجرد ثم أمرني بنزع ثيابي ففعلت ثم دخلنا أنا وهو الحمام وليس معنا غلام فقمت عليه ودلكته وتولى أمير المؤمنين المعتصم منى مثل ذلك وأنا في كل ذلك أستعفيه فيأبى على ثم خرج من الحمام فأعطيته ثيابه ولبست ثيابي ثم أخذ بيدي ومضى يمشى وأنا معه حتى صار إلى
(٣١٦)