أبى دؤاد أن يشهد عليه فان تكشف نسب إلى الخرع وإن لم يتكشف صح عليه أنه أقلف فقال نعم أنا أقلف وحضر الدار ذلك اليوم جميع القواد والناس وكان ابن أبي دؤاد أخرجه إلى دار العامة قبل مصير الواثق إليه بالفاكهة وقبل مصير حمدون بن إسماعيل إليه * قال حمدون فقلت له أنت أقلف كما زعمت فقال الأفشين أخرجني إلى مثل ذلك الموضع وجميع القواد والناس قد اجتمعوا فقال لي ما قال وانما أراد أن يفضحني إن قلت له نعم لم يقبل قولي وقال لي تكشف فيفضحني بين الناس فالموت كان أحب إلى من أن أتكشف بين يدي الناس ولكن يا حمدون إن أحببت أن أتكشف بين يديك حتى تراني فعلت قال حمدون فقلت له أنت عندي صدوق وما أريد أن تكشف فلما انصرف حمدون فابلغ المعتصم رسالته أمر بمنع الطعام منه الا القليل فكان يدفع إليه في كل يوم رغيف حتى مات فلما ذهب به بعد موته إلى دار ايتاخ أخرجوه فصلبوه على باب العامة ليراه الناس ثم طرح بباب العامة مع حشبته فأحرق وحمل الرماد وطرح في دجلة وكان المعتصم حين أمر بحبسه وجه سليمان بن وهب الكاتب يحصى جميع ما في دار الأفشين ويكتبه في ليلة من الليالي وقصر الأفشين بالمطيرة فوجد في داره بيت فيه تمثال انسان من خشب عليه حلية كثيرة وجوهر وفى أذنيه حجران أبيضان مشتبكان عليهما ذهب فأخذ بعض من كان مع سليمان أحد الحجرين وظن أنه جوهر له قيمة وكان ذلك ليلا فلما أصبح ونزع عنه شباك الذهب وجده حجرا شبيها بالصدف الذي يسمى الحبرون من جنس الصدف الذي يقال له البوق من صدف أخرج من منزله صور السماجة وغيرها وأصنام وغير ذلك والأطواف والخشب التي كان أعدها وكان له متاع بالوزيرية فوجد فيه أيضا صنم آخر ووجدوا في كتبه كتابا من كتب المجوس يقال له زراوه وأشياء كثيرة من الكتب فيها ديانته التي كان يدين بها ربه وكان موت الأفشين في شعبان من سنة 226 (وحج) بالناس في هذه السنة محمد ابن داود بأمر أشناس وكان أشناس حاجا في هذه السنة فولى كل بلدة يدخلها فدعى له على جميع المنابر التي مر بها من سامرا إلى مكة والمدينة وكان الذي دعا له
(٣١١)