إلى الأفشين فقال لي إنه سيطول عليك فلا تحتبس * قال فدخلت عليه وطبق الفاكهة بين يديه لم يمس منه واحدة فما فوقها فقال لي اجلس فجلست فاستمالني بالدهقنة فقلت لا تطول فان أمير المؤمنين قد تقدم إلى ألا أحتبس عندك فأوجز فقال قل لأمير المؤمنين أحسنت إلى وشرفتني وأوطأت الرجال عقبى ثم قبلت في كلاما لم يتحقق عندك ولم تتدبره بعقلك كيف يكون هذا وكيف يجوز لي أن أفعل هذا الذي بلغك تخبر بأني دسست إلى منكجور أن يخرج وتقبله وتخبراني قلت للقائد الذي وجهته إلى منكجور لا تحاربه واعذر وإن أحسست بأحد منا فانهزم من بين يديه أنت رجل قد عرفت الحرب وحاربت الرجال وسست العساكر هذا يمكن رأس عسكر يقول لجند يلقون قوما أفعلوا كذا وكذا هذا مالا يسوغ لاحد أن يفعله ولو كان هذا يمكن ما كان ينبغي أن تقبله من عدو قد عرفت سببه وأنت أولى بي انما أنا عبد من عبيدك وصنيعك ولكن مثلي ومثلك يا أمير المؤمنين مثل رجل ربى عجلا له حتى أسمنه وكبر وحسنت حاله وكان له أصحاب اشتهوا أن يأكلوا من لحمه فعرضوا له بذبح العجل فلم يجيهم إلى ذلك فاتفقوا جميعا على أن قالوا له ذات يوم ويحك لم تربى هذا الأسد هذا سبع وقد كبر والسبع إذا كبر يرجع إلى جنسه فقال لهم ويحكم هذا عجل بقر ما هو سبع فقالوا هذا سبع سل من شئت عنه وقد تقدموا إلى جميع من يعرفونه فقالوا له ان سألكم عن العجل فقولوا له هذا سبع فكلما سأل الرجل انسانا عنه وقال له أما ترى هذا العجل ما أحسنه قال الآخر هذا سبع هذا أسد ويحك فأمر بالعجل فذبح ولكني أنا ذلك العجل كيف أقدر أن أكون أسدا الله الله في أمرى اصطنعتني وشرفتني وأنت سيدي ومولاي أسأل الله أن يعطف بقلبك على * قال حمدون فقمت فانصرفت وتركت الطبق على حاله لم يمس منه شيئا ثم ما لبثنا الا قليلا حتى قيل إنه يموت أو قد مات فقال المعتصم أروه ابنه فأخرجوه فطرحوه بين يديه فنتف لحيته وشعره ثم أمر به فحمل إلى منزل ايتاخ * قال وكان أحمد بن أبي دؤاد دعا به في دار العامة من الحبس فقال له قد بلغ أمير المؤمنين إنك يا حيدر أقلف قال نعم وانما أراد ابن
(٣١٠)