هذه الغاية لم تسقط عنى شعرة يعنى لم يطل ولم يختتن فقال الأفشين خبروني عن هذا الذي يتكلم بهذا الكلام ثقة هو في دينه وكان الموبذ مجوسيا أسلم بعد على يد المتوكل ونادمه قالوا لا قال فما معنى قبولكم شهادة من لا تثقون به ولا تعدلونه ثم أقبل على الموبذ فقال هل كان بين منزلي ومنزلك باب أو كوة تطلع على منها وتعرف أخباري منها قال لا قال أفليس كنت أدخلك إلى وأبثك سرى وأخبرك بالأعجمية وميلي إليها وإلى أهلها قال نعم قال فلست بالثقة في دينك ولا بالكريم في عهدك إذا أفشيت على سرا أسررته إليك ثم تنحى الموبذ وتقدم المرزبان بن تركش فقالوا للافشين هل تعرف هذا قال لا فقيل للمرزبان هل تعرف هذا قال نعم هذا الأفشين قالوا له هذا المرزبان فقال له المرزبان يا ممخرق كم تدافع وتموه قال له الأفشين يا طويل اللحية ما تقول قال كيف يكتب إليك أهل مملكتك قال كما كانوا يكتبون إلى أبى وجدى قال فقل قال لا أقول فقال المرزبان أليس يكتبون إليك بكذا وكذا بالاشروسنية قال بلى قال أفليس تفسيره بالعربية إلى إله الآلهة من عبده فلان بن فلان قال بلى قال محمد بن عبد الملك والمسلمون يحتملون أن يقال لهم هذا فما بقيت لفرعون حين قال لقومه أنا ربكم الاعلى قال كانت هذه عادة القوم لأبي وجدى ولى قبل أن أدخل في الاسلام فكرهت أن أضع نفسي دونهم فتفسد على طاعتهم فقال له إسحاق بن إبراهيم بن مصعب ويحك يا حيدر كيف تحلف بالله لنا فنصدقك ونصدق يمينك ونجريك مجرى المسلمين وأنت تدعى ما ادعى فرعون قال يا أبا الحسين هذه سورة قرأها عجيف على علي بن هشام وأنت تقرأها على فأنظر غدا من يقرأها عليك * قال ثم قدم مازيار صاحب طبرستان فقالوا للافشين تعرف هذا قال لا قالوا للمازيار تعرف هذا قال نعم هذا الأفشين فقالوا له هذا المازيار قال نعم قد عرفته الآن قالوا هل كاتبته قال لا قالوا للمازيار هل كتب إليك قال نعم كتب أخوه خاش إلى أخي قوهيار أنه لم يكن ينصر هذا الدين الأبيض غيري وغيرك وغير بابك فأما بابك فإنه بحمقه قتل نفسه ولقد جهدت أن أصرف عنه الموت فأبى حمقه إلا أن دلاه فيما وقع فيه فان خالفت لم يكن للقوم من يرمونك
(٣٠٧)