ما فيه وتوجه الحسن بن الحسين بالمازيار والدرى يقاتل العسكر الذي بإزائه لم يعلم بأخذ المازيار فلم يشعر إلا وعسكر عبد الله بن طاهر من ورائه فتقطعت عساكره فانهزم ومضى يريد الدخول إلى بلاد الديلم فقتل أصحابه واتبعوه فلحقوه في نفر من أصحابه فرجع يقاتلهم فقتل وأخذ رأسه فبعث به إلى عبد الله بن طاهر وقد صار المازيار في يده فوعده عبد الله بن طاهر إن هو أظهره على كتب الأفشين أن يسأل أمير المؤمنين الصفح عنه وأعلمه عبد الله أنه قد علم أن الكتب عنده فأقر المازيار بذلك فطلبت الكتب فوجدت وهى عدة كتب فأخذها عبد الله بن طاهر فوجه بها مع المازيار إلى إسحاق بن إبراهيم وأمره أن لا يخرج الكتب من يده ولا المازيار إلا إلى يد أمير المؤمنين لئلا يحتال للكتب والمازيار ففعل إسحاق ذلك في أوصلها من يده إلى يد المعتصم فسأل المعتصم المازيار عن الكتب فلم يقر بها فأمر بضرب المازيار حتى مات وصلب إلى جانب بابك وكان المأمون يكتب إلى المازيار من عبد الله المأمون إلى جيل جيلان أصبهبذ أصبهبذان بشوار خرشاد محمد بن قارن مولى أمير المؤمنين (وقد ذكر) أن بدء وهى أمر الدري كان أنه لما بلغه بعد ما ضم إليه المازيار الجيش نزول جيش محمد بن إبراهيم دنباوند وجه أخاه بزرجشنس وضم إليه محمدا وجعفرا ابني رستم الكلارى ورجالا من أهل الثغر وأهل الرويان وأمرهم أن يصيروا إلى حد الرويان والري لمنع الجيش وكان الحسن بن قارن قد كاتب محمدا وجعفرا ابني رستم ورغبهما وكانا من رؤساء أصحاب الدري فلما التقى جيش الدري وجيش محمد بن إبراهيم انقلب ابنا رستم وأهل الثغرين وأهل الرويان على بزرجشنس أخي الدري فأخذوه أسيرا وصاروا مع محمد بن إبراهيم على مقدمته وكان الدري بموضع يقال له مرو في قصره مع أهله وجميع عسكره فلما بلغه غدر محمد وجعفر ابني رستم ومتابعة أهل الثغرين والرويان لهما وأسر أخيه بزرجشنس اغتم لذلك غما شديدا وأذعن أصحابه وهمتهم أنفسهم وتفرق عامتهم يطلبون الأمان ويحتالون لأنفسهم فبعث الدري إلى الديالمة فصار ببابه مقدار أربعة آلاف رجل منهم فرغبهم ومناهم ووصلهم ثم ركب وحمل
(٣٠٠)