فالوذج فامر أن يعمل له من كل طعام فأكل وطلب الماء فمنع فلم يزل بطلب وهو يسوق حتى مات فدفن بباعيناثا قال وأما التركي الذي كان ضمن للعباس قتل أشناس متى ما أمره العباس وكان كريما على أشناس ينادمه ولا يحجب عنه في ليل ولا نهار فإنه أمر بحبسه فحبسه أشناس قبله في بيت وطين عليه الباب وكان يلقى إليه في كل يوم رغيفا وكوز ماء فأتاه ابنه في بعض أيامه فكلمه من وراء الحائط فقال له يا بنى لو كنت تقدر لي على سكين كنت أقدر أن أتخلص من موضعي هذا فلم يزل ابنه يتلطف في ذلك حتى أوصل إليه سكينا فقتل به نفسه وأما السندي بن بختاشه فامر المعتصم أن يوهب لأبيه بختاشه لان بختاشه لم يكن يتلطخ بشئ من أمر العباس فقال المعتصم لا يفجع هذا الشيخ بابنه فأمر بتخلية سبيله وأما أحمد بن الخليل فإنه دفعه أشناس إلى محمد بن سعيد السعدي فحفر له بئرا في الجزيرة بسامرا فسأل عنه المعتصم يوما من الأيام فقال لاشناس ما فعل أحمد بن الخليل فقال له أشناس هو عند محمد بن سعيد السعدي قد حفر له بئرا وأطبق عليه وفتح له فيها كوة ليرمى إليه بالخبز والماء فقال المعتصم هذا أحسبه قد سمن على هذه الحال فأخبر أشناس محمد بن سعيد بذلك فأمر محمد بن سعيد أن يسقى الماء ويصب عليه في البئر حتى يموت ويمتلئ البئر فلم يزل يصب عليه الماء والرمل ينشف الماء فلم يغرق ولم يمتلئ البئر فأمر أشناس بدفعه إلى غطريف الخجندي فدفع إليه فمكث عنده أياما ثم مات فدفن وأما هرثمة بن النضر الختلي فكان واليا على المراغة وكان في عداد من سماه العباس أنه من أصحابه فكتب في حمله في الحديد فتكلم فيه الأفشين واستوهبه من المعتصم فوهبه له فكتب الأفشين كتابا إلى هرثمة بن النضر يعلمه أن أمير المؤمنين قد وهبه له وأنه قد ولاه البلد الذي يصل إليه الكتاب فيه فورد به الدينور عند العشاء مقيدا فطرح في الخان وهو موثق في الحديد فوافاه الكتاب في جنح الليل فأصبح وهو والى الدينور وقتل باقي القواد ومن لم يحفظ اسمه من الأتراك والفراغنة وغيرهم قتلوا جميعا وورد المعتصم سامرا سالما بأحسن حال فسمى العباس اللعين يومئذ ودفع ولد سندس من ولد المأمون إلى ايتاخ فحبسوا في سرادب
(٢٨٢)