واسط فلما كان بعد العصر هبت ريح شديدة وغبرة حتى اختلط القوم بعضهم ببعض وكانت الهزيمة على أصحاب محمد بن أبي خالد فثبت للقوم فأصابته جراحات شديدة في جسده فانهزم هو وأصحابه هزيمة شديده قبيحة فهزم أصحابه الحسن وذلك يوم الأحد لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة 201 فلما بلغ محمد فم الصلح خرج عليهم أصحاب الحسن فصافهم للقتال فلما جنهم الليل ارتحل هو وأصحابه حتى نزلوا المبارك فأقاموا به فلما أصبحوا غدا عليهم أصحاب الحسن فصافوهم واقتتلوا فلما جنهم الليل ارتحلوا حتى أتوا جبل فأقاموا بها ووجه ابنه هارون إلى النيل فأقام بها وأقام محمد بجر جرايا فلما اشتدت به الجراحات خلف قواده في عسكره وحمل ابنه أبو زنبيل حتى أدخله بغداد ليلة الاثنين لست خلون من شهر ربيع الآخر فدخل أبو زنبيل ليلة الاثنين ومات محمد بن أبي خالد من ليلته من تلك الجراحات ودفن من ليلته في داره سرا وكان زهير بن المسيب محبوسا عند جعفر بن محمد بن أبي خالد فلما قدم أبو زنبيل أتى خزيمة بن خازم يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر فأعلمه أمر أبيه فبعث خزيمة إلى بني هاشم والقواد وأعلمهم ذلك وقرأ عليهم كتاب عيسى بن محمد بن أبي خالد وأنه يكفيهم الحرب فرضوا بذلك فصار عيسى مكان أبيه على الحرب وانصرف أبو زنبيل من عند خزيمة حتى أتى زهير بن المسيب فأخرجه من حبسه فضرب عنقه ويقال إنه ذبحه ذبحا وأخذ رأسه فبعث به إلى عيسى في عسكره فنصبه على رمح وأخذوا جسده فشدوا في رجليه حبلا ثم طافوا به في بغداد ومروا به على دوره ودور أهل بيته عند باب الكوفة ثم طافوا به في الكرخ ثم ردوه إلى باب الشأم بالعشي فلما جنهم الليل طرحوه في دجلة وذلك يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر ثم رجع أبو زنبيل حتى انتهى إلى عيسى فوجهه عيسى إلى فم الصراة وبلغ الحسن بن سهل موت محمد ابن أبي خالد فخرج من واسط حتى انتهى إلى المبارك فأقام بها فلما كان جمادى الآخرة وجه حميد بن عبد الحميد الطوسي ومعه عركوا الأعرابي وسعيد بن الساجور وأبو البط ومحمد بن إبراهيم الإفريقي وعدة سواهم من القواد فلقوا
(١٣٤)