وأسد بن أبي الأسد فوثبت الحربية عليهم فطردوهم وصيروا إسحاق بن موسى ابن المهدى خليفة للمأمون ببغداد فاجتمع أهل الجانبين على ذلك ورضوا به فدس الحسن إليهم وكاتب قوادهم حتى وثبوا من جانب عسكر المهدى وجعل يعطى الجند أرزاقهم لستة أشهر عطاء نزرا فحول الحربية إسحاق إليهم وأنزلوه على دجيل وجاء زهير بن المسيب فنزل في عسكر المهدى وبعث الحسن بن سهل علي بن هشام فجاء من الجانب الآخر حتى نزل نهر صرصر ثم جاء هو ومحمد بن أبي خالد وقوادهم ليلا حتى دخلوا بغداد فنزل علي بن هشام دار العباس بن جعفر بن محمد الأشعث الخزاعي على باب المحول لثمان خلون من شعبان وقبل ذلك ما كان الحربية حين بلغهم أن أهل الكرخ يريدون أن يدخلوا زهيرا وعلى ابن هشام شدوا على باب الكرخ فأحرقوه وانتهبوا من حد قصر الوضاح إلى داخل باب الكرخ إلى أصحاب القراطيس ليلة الثلاثاء ودخل علي بن هشام صبيحة تلك الليلة فقاتل الحربية ثلاثة أيام على قنطرة الصراة العتيقة والجديدة والأرحاء ثم إنه وعد الحربية أن يعطيهم رزق ستة أشهر إذا أدركت الغلة فسألوه أن يعجل لهم خمسين درهما لكل رجل لينفقوها في شهر رمضان فأجابهم إلى ذلك وجعل يعطى فلم يتم لهم اعطاءهم حتى خرج زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الخارج بالبصرة المعروف بزيد النار كان أفلت من الحبس عند علي بن أبي سعيد فخرج في ناحية الأنبار ومعه أخو أبى السرايا في ذي القعدة سنة 200 فبعثوا إليه فأخذ فأتى به علي بن هشام فلم يلبث إلا جمعة حتى هرب من الحربية فنزل نهر صرصر وذلك أنه كان يكذبهم ولم يف لهم باعطاء الخمسين إلى أن جاء الأضحى وبلغهم خبر هرثمة وما صنع به فشدوا على على فطردوه وكان المتولي ذلك والقائم بأمر الحرب محمد بن أبي خالد وذلك أن علي بن هشام لما دخل بغداد كان يستخف به فوقع بين محمد ابن أبي خالد وبين زهير بن المسيب إلى أن قنعه زهير بالسوط فغضب محمد من ذلك وتحول إلى الحربية في ذي القعدة ونصب لهم الحرب واجتمع إليه الناس
(١٣١)