وعلى طائفة بكار بن محمد العدوي عدى قريش وعلى طائفة أبو حمزة فالتقوا وقد تهيأ الناس بعد الاعذار من الخوارج إليهم وقالوا لهم إنا والله مالنا حاجة بقتالكم دعونا نمض إلى عدونا فأبى أهل المدينة فالتقوا لسبع ليال خلون من صفر يوم الخميس سنة 130 فقتل أهل المدينة لم يفلت منهم الا الشريد وقتل أمير هم عبد العزيز بن عبد الله واتهمت قريش خزاعة أن يكونوا داهنوا الحرورية فقال لي حزام والله لقد آويت رجالا من قريش منهم حتى آمن الناس فكان يلج على مقدمتهم وقدمت الحرورية المدينة لتسع عشرة ليلة خلت من صفر * حدثني العباس بن عيسى قال قال هارون بن موسى أخبرني بعض أشياخنا أن أبا حمزة لما دخل المدينة قام فخطب فقال في خطبته يا أهل المدينة مررت في زمن الأحول هشام ابن عبد الملك وقد أصابتكم عاهة بثماركم وكتبتم إليه تسألونه أن يضع أخراصكم عنكم فكتب إليكم يضعها عنكم فزاد الغنى غنا وزاد الفقير فقلتم جزاك الله خيرا فلا جزاكم الله خيرا ولا جزاه خيرا قال العباس قال هارون وأخبرني يحيى بن زكرياء أن أبا حمزة خطب بهذه الخطبة قال رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال تعلمون يا أهل المدينة أنا لم نخرج من ديارنا وأموالنا أشرا ولا بطرا ولا عبثا ولا لدولة ملك نريد أن نخوض فيه ولا لثأر قديم نيل منا ولكنا لما رأينا مصابيح الحق قد عطات وعفت لقائل بالحق قتل القائم بالقسط قاضت علينا الأرض بما رجبت وسمعنا داعيا يدعو إلى طاعة الرحمن وحكم القرآن فأجبنا داعى الله " ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز في الأرض " أقبلنا من قبائل شتى النفر منا على بعير واحد عليه زادهم وأنفسهم يتعاورون لحافا واحدا قليلون مستضعفون في الأرض فآوانا وأيدنا في نصره فأصبحنا والله جميعا بنعمته اخوانا ثم لقينا رجالكم بقديد فدعوناهم إلى طاعة الرحمن وحكم القرآن ودعونا إلى طاعة الشيطان وحكم آل مروان فشتان لعمر الله ما بين الرشد والغى ثم أقبلوا يهرعون يزفون قد ضرب الشيطان فيهم بجرانه وغلت بدمائهم مراجله وصدق عليهم ظنه وأقبل أنصار الله عز وجل عصائب وكتائب بكل مهند ذي رونق فدارت رحانا
(٥٨)