واستدارت رحاهم بضرب يرتاب منه المبطلون وأنتم يا أهل المدينة إن تنصروا مروان وآل مروان يسحتكم الله عز وجل بعذاب من عنده أو بأيدينا ويشف صدور قوم مؤمنين يا أهل المدينة أولكم خير أول وآخركم شر آخر يا أهل المدينة الناس منا ونحن منهم إلا مشركا عابد وثن أو مشرك أهل الكتاب أو إماما جائرا يا أهل المدينة من زعم أن الله عز وجل كلف نفسا فوق طاقتها أو سألها ما لم يؤتها فهو الله عز وجل عدو ولنا حرب يا أهل المدينة أخبروني عن ثمانية أسهم فرضها الله عز وجل في كتابه على القوى والضعيف فجاء تاسع ليس له منها ولا سهم واحد فأخذها لنفسه مكابرا محاربا لربه يا أهل المدينة بلغني أنكم تنتقصون أصحابي قلتم شباب أحداث وأعراب حفاة ويلكم يا أهل المدينة وهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شبابا أحداثا شباب والله مكتهلون في شبابهم غضية عن الشراء عينهم ثقيلة عن الباطل أقدامهم قد باعوا الله عز وجل أنفسا تموت بأنفس لا تموت قد حالطوا كلالهم بكلالهم وقيام ليلهم بصيام نهارهم منحنية أصلابهم على أجزاء القرآن كلما مروا بآية شوق شهقوا شوقا إلى الجنة فلما نظروا إلى السيوف قد انتضت والرماح قد شرعت وإلى السهام قد فوقت وأرعدت الكتيبة بصواعق الموت استخفوا وعيد الكتيبة لو عيد الله عز وجل ولم يستخفوا وعيد الله لو عيد الكتيبة فطوبى لهم وحسن مآب فكم من عين في منقار طائر طالما فاضت في جوف الليل من خوف الله عز وجل وكم من يد زالت عن مفصلها طالما اعتمد بها صاحبها أقول قولي هذا وأستغفر الله من تقصيرنا وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب * حدثني العباس قال قال هارون حدثني جدي أبو علقمة قال سمعت أبا حمزة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من زنى فهو كافر ومن شك فهو كافر ومن سرق فهو كافر ومن شك أنه كافر فهو كافر قال العباس قال هارون وسمعت جدي يقول كان قد أحسن السيرة في أهل المدينة حتى استمال حتى سمعوا كلامه في قوله من زنى فهو كافر قال العباس قال هارون وحدثني بعض أصحابنا لما رقى المنبر قال برح الخفاء أين ما بك يذهب من زنى فهو كافر ومن سرق فهو
(٥٩)