هارون وأخبرني بعض أصحابنا أن رجلا من قريش نظر إلى زجل من أهل اليمن وهو يقول الحمد لله الذي أقر عيني بمقتل قريش فقال لابنه يا بنى ابدأ به وقد كان من أهل المدينة قال فدنا منه ابنه فضرب عنقه ثم قال لابنه أي بنى تقدم فقاتلا حتى قتلا ثم ورد فلال الناس المدينة وبكى الناس قتلاهم فكانت المرأة تقيم على حميمها النواح فما تبرح النساء حتى تأتيهن الاخبار عن رجالهن فتخرج النساء امرأة امرأة كل امرأة تذهب إلى حميمها حتى ما تبقى عندها امرأة قال وأنشدني أبو ضمرة هذه الأبيات في قتلى قديد الذين أصيبوا من قومه رثاهم بعض أصحابهم فقال يا لهف نفسي ولهفي غير كاذبة * على فوارس بالبطحاء أنجاد عمرو وعمر وعبد الله بينهما * وابناهما خامس والحارث السادي (وفى هذه السنة) دخل أبو حمزة الخارجي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهرب عبد الواجد بن سليمان بن عبد الملك إلى الشأم ذكر الخبر عن دخول أبى حمزة المدينة وما كان منه فيها * حدثني العباس بن عيسى قال حدثنا هارون بن موسى الفروي قال حدثني موسى بن كثير قال دخل أبو حمزة المدينة سنة 130 ومضى عبد الواحد بن سليمان ابن عبد الملك إلى الشأم فرقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أهل المدينة سألتكم عن ولاتكم هؤلاء فأسأتم لعمر الله فيهم القول وسألنا كم هل يقتلون بالظن فقلتم لنا نعم وسألناكم هل يستحلون المال الحرام والفرج الحرام فقلتم لنا نعم فقلنا لكم تعالوا نحن وأنتم نناشدهم الله إلا تنحوا عنا وعنكم فقلتم لا يفعلون فقلنا لكم تعالوا نحن وأنتم نقاتلهم فان نظهر نحن وأنتم.... بمن يقيم فينا فيكم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقلتم لا نقوى فقلناكم فخلوا بيننا وبينهم فان نظفر نعدل في أحكامكم ونحملكم على سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم فيئكم بينكم فأبيتم وقاتلتمونا دونهم فقلنا كم فأبعدكم الله وأسحقكم (قال محمد بن عمر) حدثني حزام بن هشام قال كانت الحرورية أربعمائة وعلى طائفة من الحروية الحارث
(٥٧)