قد قدم على البريد ودفع إلى كتابا صغيرا ففضضته فإذا كتاب الرشيد بخطه فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) يا سندي إذا نظرت في كتابي هذا فان كنت قاعدا فقم وإن كنت قائما فلا تقعد حتى تصير إلى قال السندي فدعوت بدوابي ومضيت وكان الرشيد بالعمر فحدثني العباس بن الفضل بن الربيع قال جلس الرشيد في الزوفي الفرات ينتظرك وارتفعت غبرة فقال لي يا عباس ينبغي أن يكون هذا السندي وأصحابه قلت يا أمير المؤمنين ما أشبهه أن يكون هو قال فطلعت قال السندي فنزلت عن دابتي ووقفت فأرسل إلى الرشيد فصرت إليه ووقفت ساعة بين يديه فقال لمن كان عنده من الخدم قوموا فقاموا فم يبق الا العباس بن الفضل وأنا ومكث ساعة ثم قال للعباس اخرج ومر برفع التخاتج المطروحة على الزو ففعل ذلك فقال لي ادن منى فدنوت منه فقال لي تدرى فيم أرسلت إليك قلت لا والله يا أمير المؤمنين قال قد بعثت إليك في أمر لو علم به زر قميصي رميت به في الفرات يا سندي من أوثق قوادى عندي قلت هرثمة قال صدقت فمن أوثق خدمي عندي قلت مسرور الكبير قال صدقت امض من ساعتك هذه وجد في سيرك حتى توافي مدينة السلام فاجمع ثقات أصحابك وأرباعك ومرهم أن يكونوا وأعوانهم على أهبة فإذا انقطعت الرجل فصر إلى دور البرامكة فوكل بكل باب من أبوابهم صاحب ربع ومره أن يمنع من يدخل ويخرج خلاباب محمد بن خالد حتى يأتيك أمرى قال ولم يكن حرك البرامكة في ذلك الوقت قال السندي فجئت أركض حتى أتيت مدينة السلام فجمعت أصحابي وفعلت ما أمرني به قال فلم ألبث أن أقدم على هرثمة ابن أعين ومعه جعفر بن يحيى على بغل بلا أكاف مضروب العنق وإذا كتاب أمير المؤمنين يأمرني أن أشطره باثنين وأن أصلبه على ثلاثة جسور قال ففعلت ما أمرني به قال محمد بن إسحاق فلم يزل جعفر مصلوبا حتى أراد الرشيد الخروج إلى خراسان فمضيت فنظرت إليه فلما صار بالجانب الشرقي على باب خزيمة ابن خازم دعا بالوليد بن جشم الشاري من الحبس وأمر أحمد بن الجنيد الختلي وكان سيافه فضرب عنقه ثم التفت إلى السندي فقال ينبغي أن يحرق هذا
(٤٩٣)