حسدهم ومكرهم وبغيهم وسعيهم بالفساد بينهما فعزم الله لأمير المؤمنين على الشخوص بهما إلى بيت الله وأخذ البيعة منهما لأمير المؤمنين بالسمع والطاعة والانفاذ لامره واكتتاب الشرط على كل واحد منهما لأمير المؤمنين ولهما بأشد المواثيق والعهود وأغلظ الايمان والتوكيد والاخذ لكل واحد منهما على صاحبه بما التمس به أمير المؤمنين اجتماع ألفتهما ومودتهما وتواصلهما وموازرتهما ومكانفتهما على حسن النظر لأنفسهما ولرعية أمير المؤمنين التي استرعاهما والجماعة لدين الله عز وجل وكتابه وسنن نبيه صلى الله عليه وسلم والجهاد لعدو المسلمين من كانوا وحيث كانوا وقطع طمع كل عدو مظفر للعداوة ومسر لها وكل منافق ومارق وأهل الأهواء الضالة المضلة من فرقة تكيد بكيد توقعه بينهما وبدحس يدحس به لهما وما يلتمس أعداء الله وأعداء النعم وأعداء دينه من الضرب بين الأمة والسعي بالفساد في الأرض والدعاء إلى البدع والضلالة نظرا من أمير المؤمنين لدينه ورعيته وأمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ومناصحة لله ولجميع المسلمين وذبا عن سلطان الله الذي قدره وتوحد فيه للذي حمله إياه والاجتهاد في كل ما فيه قربة إلى الله وما ينال به رضوانه والوسيلة عنده فلما قدم مكة أظهر لمحمد وعبد الله رأيه في ذلك وما نظر فيه لهما فقبلا كل ما دعا هما إليه من التوكيد على أنفسهما بقبوله وكتابا لأمير المؤمنين في بطن بيت الله الحرام بخطوط أيديهما بمحضر ممن شهد الموسم من أهل بيت أمير المؤمنين وقواده وصحابته وقضاته وحجبة الكعبة وشهاداتهم عليهما كتابين استودعهما أمير المؤمنين الحجبة وأمر بتعليقهما في داخل الكعبة فلما فرغ أمير المؤمنين من ذلك كله في داخل بيت الله الحرام وبطن الكعبة أمر قضاته الذين شهدوا عليهما وحضروا كتابهما أن يعلموا جميع من حضر الموسم من الحاج والعمار ووفود الأمصار ما شهدوا عليه من شرطهما وكتابهما وقراءة ذلك عليهم ليفهموه ويعوه ويعرفوه ويحفظوه ويؤدوه إلى إخوانهم وأهل بلدانهم وأمصارهم ففعلوا ذلك وقرئ عليهم الشرطان جميعا في المسجد الحرام فانصرفوا وقد اشتهر ذلك
(٤٨٢)