يحيى وقد تقدم إليه خبر الرسالة فقال تعرف محمد بن الليث قال نعم قال فأي الرجال هو قال متهم على الاسلام فأمر به فوضع في المطبق دهرا فلما تنكر الرشيد للبرامكة ذكره فأمر بإخراجه فأحضر فقال له بعد مخاطبة طويلة يا محمد أتحبني قال لا والله يا أمير المؤمنين قال تقول هذا قال نعم وضعت في رجلي الأكبال وحلت بيني وبين العيال بلا ذنب أتيت ولا حدث أحدثت سوى قول حاسد يكيد الاسلام وأهله ويحب الالحاد وأهله فكيف أحبك قال صدقت وأمر بإطلاقه ثم قال يا محمد أتحبني قال والله يا أمير المؤمنين ولكن قد ذهب ما في قلبي فأمر أن يعطى مائة ألف درهم فأحضرت فقال يا محمد أتحبى قال أما الآن فنعم قد أنعمت على وأحسنت إلى قال انتقم الله ممن ظلمك وأخذ لك بحقك ممن بعثني عليك قال فقال الناس في البرامكة فأكثروا وكان ذلك أول ما ظهر من تغير حالهم قال وحدثني محمد بن الفضل بن سفيان مولى سليمان بن أبي جعفر قال دخل يحيى بن خالد بعد ذلك على الرشيد فقام الغلمان إليه فقال الرشيد لمسرور الخادم مر الغلمان ألا يقوموا ليحيى إذا دخل الدار قال فدخل فلم يقم إليه أحد فاربد لونه قال وكان الغلمان والحجاب عبد إذ رأوه أعرضوا عنه قال فكان ربما استسقى الشربة من الماء أو غيره فلا يسقونه بالحرى إن سقوه أن يكون ذلك بعد أن يدعو بها مرارا وذكر أبو محمد اليزيدي وكان فيما قيل من أعلم الناس بأخبار القوم قال من قال إن الرشيد قتل جعفر بن يحيى بغير سبب يحيى بن عبد الله ابن حسن فلا تصدقه وذلك أن الرشيد دفع يحيى إلى جعفر فحبسه ثم دعا به ليلة من الليالي فسأله عن شئ من أمره فأجابه إلى أن قال اتق الله في أمرى ولا تتعرض أن يكون خصمك غدا محمد صلى الله عليه وسلم فوالله ما أحدثت حدثا ولا أويت محدثا فرق عليه وقال له اذهب حيث شئت من بلاد الله قال وكيف أذهب ولا آمن أن أوخذ بعد قليل فأرد إليك أو إلى غيرك فوجه معه من أداه إلى مأمنه وبلغ الخبر الفضل بن الربيع من عين كانت له عليه من خاص خدمه فعلا الامر فوجده حقا وانكشف عنده فدخل على الرشيد فأخبره فأراه أنه لا يعبأ بخبره وقال
(٤٨٥)