إلى معاونته فأرسل إلى الفريقين جميعا وعرض على كل فريق منهم المسالمة واجتماع الكلمة والدخول في الطاعة فقبل ذلك علي بن جديع وتابعه على رأيه فعاقده عليه فلما وثق أبو مسلم بمبايعة علي بن جديع إياه كتب إلى نصر بن سيار أن يبعث إليه وفدا يحضرون مقالته ومقالة أصحابه فيما كان وعده أن يميل معه وأرسل إلى علي بمثل ما أرسل به إلى نصر ثم وصف من خبر اختيار قواد الشيعة اليمانية على المضرية نحوا مما وصف من قد ذكرنا الرواية عنه قبل في كتابنا هذا وذكر أن أبا مسلم إذ وجه شبل بن طهمان فيمن وجهه إلى مدينة مرو وأنزله قصر بخار اخذاه إنما وجهه مددا لعلي بن الكرماني قال وسار أبو مسلم من خندقه بالماخوان بجميع من معه إلى علي ابن جديع ومع علي عثمان أخوه وأشراف اليمن معهم وخلفاؤهم من ربيعة فلما حاذى أبو مسلم مدينة مرو استقبله عثمان بن جديع في خيل عظيمة ومعه أشراف اليمن ومن معه من ربيعة حتى دخل عسكر علي بن الكرماني وشيبان بن سلمة الحروري ومن معه من النقباء ووقف على حجرة علي بن جديع فدخل عليه وأعطاه الرضا وآمنه على نفسه وأصحابه وخرجا إلى حجرة سيبان وهو يسلم عليه يومئذ بالخلافة فأمر أبو مسلم عليا بالجلوس إلى جنب شيبان وأعلمه أنه لا يحل له التسليم عليه وأراد أبو مسلم أن يسلم على على بالامرة فيظن شيبان أنه يسلم عليه ففعل ذلك على ودخل عليه أبو مسلم فسلم عليه بالامارة وألطف لشيبان وعظمه ثم خرج من عنده فنزل قصر محمد بن الحسن الأزدي فأقام به ليلتين ثم انصرف إلى خندقه بالماخوان فأقام به ثلاثة أشهر ثم ارتحل من خندقه بالماخوان إلى مرو لسبع خلون من ربيع الآخر وخلف على جنده أبا عبد الكريم الماخواني وجعل أبو مسلم على ميمنته لاهز بن قريظ وعلى ميسرته القاسم بن مجاشع وعلى مقدمته مالك بن الهيثم وكان مسيره ليلا فأصبح على باب مدينة مرو وبعث إلى علي بن جديع أن يبعث خيله حتى وقف على باب قصر الامارة فوجد الفريقين يقتتلان أشد القتال في حائط مرو فأرسل إلى الفريقين أن كفوا وليتفرق كل قوم إلى معسكرهم ففعلوا وأرسل أبو مسلم لاهز بن قريظ وقريش بن شقيق وعبد الله
(٤٨)