ابن البختري وداود بن كراز إلى نصر يدعوه إلى كتاب الله والطاعة للرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم فلما رأى نصر ما جاءه من اليمانية والربعية والعجم وأنه لا طاقة له بهم ولابد أن.... أظهر قبول ما بعث به إليه على أن يأتيه فيبايعه وجعل يرشيهم لما هم به من الغدر والهرب إلى أن أمسى فأمر أصحابه أن يخرجوا ليلتهم إلى ما يأمنون فيه فما تيسر لأصحاب نصر الخروج في تلك الليلة وقال له سلم بن أحوز إنه لا يتيسر لنا الخروج الليلة ولكنا نخرج القابلة فلما كان صبح تلك الليلة عبأ أبو مسلم كتائبه فلم يزل في تعبيتها إلى بعد الظهر وأرسل إلى نصر لاهز بن قريظ وقريش بن شقيق وعبد الله بن البختري وداود بن كراز وعدة من أعاجم الشيعة فدخلوا على نصر فقال لهم لشر ما عدتم فقال له لاهز لا بدلك من ذلك فقال نصر أما إذ كان لابد منه فإني أتوضأ وأخرج إليه وأرسل إلى أبى مسلم فإن كان هذا رأيه وأمره أتيته ونعما لعينه وأتهيأ إلى أن يجئ رسولي وقام نصر فلما قام قرأ لاهز هذه الآية " إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين " فدخل نصر منزله وأعلمهم أنه ينتظر انصراف رسوله من عند أبي مسلم فلما جنه الليل خرج من خلف حجرته ومعه تميم ابنه والحكم بن نميلة النميري وحاجبه وامرأته فانطلقوا هرابا فلما استبطأه لاهز وأصحابه دخلوا منزله فوجدوه قد هرب فلما بلغ ذلك أبا مسلم سار إلى معسكر نصر وأخذ ثقات أصحابه وصناديدهم فكتفهم وكان فيهم سلم بن أحوز صاحب شرطة نصر والبختري كاتبه وابنان له ويونس بن عبد ربه ومحمد بن قطن ومجاهد بن يحيى بن حضين وغيرهم فاستوثق منهم بالحديد وكانوا في الحبس عنده....... أمر بقتلهم جميعا ونزل نصر سرخس فيمن اتبعه من المضرية وكانوا ثلاثة آلاف ومضى أبو مسلم وعلي بن جديع في طلبه فطلباه ليلتهما حتى أصبحا في قرية تدعى نصرانية فوجدا نصرا قد خلف امرأته المرز بانة فيها ونجا بنفسه ورجع أبو مسلم وعلي بن جديع إلى مرو فقال أبو مسلم لمن كان وجه إلى نصر ما الذي ارتاب به منكم قالوا لا ندري قال فهل تكلم أحد منكم قالوا لا هز تلا هذه الآية " إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك " قال
(٤٩)