وفيت فلم تغدر لقوم بذمة * ولم تدن من حال ينالك عارها طبيب بإحياء الأمور إذا التوت * من الدهر أعناق فأنت جبارها إذا ما ابن يحيى جعفر قصدت له * ملمات خطب له ترعه كبارها لقد نشأت بالشام منك غمامة * يؤمل جدواها ويخشى دمارها فطوبى لأهل الشأم يا ويل أمها * أتاها حياها أو أتاها بوارها فإن سالموا كانت غمامة نائل * وغيث وإلا فالدماء قطارها أبوك أبو الاملاك يحيى بن خالد * أخو الجود والنعمى الكبار صغارها كأين ترى في البرمكيين من ندى * ومن سابقات ما يشق غبارها غدا بنجوم السعد من حل رحله * إليك وعزت عصبة أنت جارها عذيري من الاقدار هل عزماتها * مخلفتي عن جعفر واقتسارها فعين الأسى مطروفة لفراقه * ونفسي إليه ما ينام اذكارها وولى جعفر بن يحيى صالح بن سليمان البلقاء وما يليها واستخلف على الشأم عيسى بن العكي وانصرف فازداد الرشيد له إكراما فلما قدم على الرشيد دخل عليه فيما ذكر فقبل يديه ورجليه ثم مثل بين يديه فقال الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي أنسى وحشتي وأجاب دعوتي ورحم تضرعي وأنسأ في أجلى حتى أراني وجه سيدي وأكرمني بقربه وأمتن على بتقبيل يده وردني إلى خدمته فوالله إن كنت لاذكر غيبتي عنه ومخرجي والمقادير التي أزعجتني فأعلم أنها كانت بمعاص لحقتني وخطايا أحاطت بي ولو طال مقامي عنك يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك لخفت ان يذهب عقلي إشفاقا على قربك وأسفا على فراقك وأن يعجل بي عن إذنك الاشتياق إلى رؤيتك والحمد لله الذي عصمني في حال الغيبة وأمتعني بالعافية وعرفني الإجابة ومسكني بالطاعة وحال بيني وبين استعمال المعصية فلم أشخص إلا عن رأيك ولم أقدم الا عن إذنك وأمرك ولم يختر منى أجل دونك والله يا أمير المؤمنين فلا أعظم من اليمين بالله لقد عاينت ما لو تعرض لي الدنيا كلها لاخترت عليها قربك ولما رأيتها عوضا من المقام معك ثم أقل له بعقب هذا الكلام في هذا المقام إن الله
(٤٦٧)