إلى المنبر الشرقي سار ولم يزل * له والد يعلو سريرا ومنبرا يعدوا ويحيى البرمكي ولا يرى * له الدهر إلا قائدا أو مؤمرا ومدحه سلم الخاسر فقال وكيف تخاف من بؤس بدار * تكنفها البرامكة البحور وقوم منهم الفضل بن يحيى * نفير ما يوازنه نفير له يومان يوم ندى وبأس * كأن الدهر بينهما أسير إذا ما البرمكي غدا ابن عشر * فهمته وزير أو أمير وذكر الفضل بن إسحاق الهاشمي أن إبراهيم بن جبريل خرج مع الفضل بن يحيى إلى خراسان وهو كاره للخروج فأحفظ الفضل عليه ذلك قال إبراهيم فدعاني يوما بعد ما أغفلني حينا فدخلت عليه فلما صرت بين يديه سلمت فمارد على فقلت في نفسي شر والله وكان مضطجعا فاستوى جالسا ثم قال ليفرج روعك يا إبراهيم فان قدرتي عليك تمنعني منك قال ثم عقد لي على سجستان فلما حملت خراجها وهبه لي وزادني خمسمائة ألف درهم قال وكان إبراهيم على شرطه وحرسه فوجهه إلى كابل فافتتحها وغنم غنائم كثيرة قال وحدثني الفضل بن العباس بن جبريل وكان مع عمه إبراهيم قال وصل إلى إبراهيم في ذلك الوجه سبعة آلاف ألف وكان عنده من مال الخراج أربعة آلاف ألف درهم فلما قدم بغداد وبنى داره في البغيين استزار الفضل ليريه نعمته عليه وأعد له الهدايا والطرف وآنية الذهب والفضة وأمر بوضع الأربعة الآلاف ألف في ناحية من الدار قال فلما قعد الفضل بن يحيى قدم إليه الهدايا والطرف فأبى أن يقبل منها شيئا وقال له لم آتك إلا لأسليك فقال إنها نعمتك أيها الأمير قال ولك عندنا مزيد قال فلم يأخذ من جميع ذلك إلا سوطا سجزيا وقال هذا من آلة الفرسان فقال له هذا المال من مال الخراج فقال هو لك فأعاد عليه فقال أما لك بيت يسعه فسوغه ذلك وانصرف قال ولما قدم الفضل بن يحيى من خراسان خرج الرشيد إلى بستان أبى جعفر يستقبله وتلقاه بنو هاشم والناس من القواد والكتاب والاشراف فجعل يصل الرجل
(٤٦٣)