إلى حولي وقوتي وإلا فكله إلى حوله وقوته واسحته بعذاب من قبلك آمين رب العالمين فقال عبد الله آمين رب العالمين فقال يحيى بن عبد الله لعبد الله بن مصعب قل كما قلت فقال عبد الله اللهم إن كنت تعلم أن يحيى بن عبد الله لم يدعنى إلى الخلاف على هذا فكلني إلى حولي وقوتي واسحتنى بعذاب من عندك وإلا فكله إلى حوله وقوته واسحته بعذاب من عندك آمين رب العالمين وتفرقا فأمر بيحيى فحبس في ناحية من الدار فلما خرج وخرج عبد الله بن مصعب أقبل الرشيد على أبى فقال فعلت به كذا وكذا وفعلت به كذا وكذا فعدد أياديه عليه فكلمه أبى بكلمتين لا يدفع بهما عن عصفور خوفا على نفسه وأمرنا بالانصراف فانصرفنا فدخلت مع أبي أنزع عنه لباسه من السواد وكان ذلك من عادتي فبينما أنا أحل عنه منطقته إذ دخل عليه الغلام فقال رسول عبد الله بن مصعب فقال أدخله فلما دخل قال له ما وراءك قال يقول لك مولاي أنشدك الله ألا بلغت إلى فقال أبى للغلام قل له لم أزل عند أمير المؤمنين إلى هذا الوقت وقد وجهت إليك بعبد الله فما أردت أن تلقيه إلى فألقه إليه وقال للغلام اخرج فإنه يخرج في أثرك وقال لي إنما دعاني ليستعين بي على ما جاء به من الإفك فان أعنته قطعت رحمي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن خالفته سعى بي وإنما يتدرق الناس بأولادهم ويتقون بهم المكاره فاذهب إليه فكل ما قال لك فليكن جوابك له أخبر أبى فقد وجهتك وما آمن عليك وقد كان قال لي أبى حين انصرفنا وذاك أنا احتبسنا عند الرشيد أما رأيت الغلام المعترض في الدار لا والله ما صرفنا حتى فرغ منه يعنى يحيى إنا لله وإنا إليه راجعون وعبد الله يحتسب أنفسنا فخرجت مع الرسول فلما صرت في بعض الطريق وأنا مغموم بما أقدم عليه قلت للرسول ويحك ما أمره وما أزعجه بالارسال إلى أبى في هذا الوقت فقال إنه لما جاء من الدار فساعة نزل عن الدابة صاح بطني بطني قال عبد الله بن عباس فما حفلت بهذا الكلام من قول الغلام ولا التفت إليه فلما صرنا على باب الدرب وكان في درب لا منفذ له فتح البابين فإذا النساء قد خرجن منشورات الشعور مختزمات بالحبال يلطمن وجوههن وينادين بالويل وقد مات
(٤٥٦)