والحمد لله الذي أفلج حجته وبعدا للقوم الظالمين الذين اتخذوا الكعبة غرضا والفئ إرثا وجعلوا القرآن عضين لقد حاق بهم ما كانوا به يستهزئون فكم ترى من بئر معطلة وقصر مشيد أهملهم الله حتى بدلوا السنة واضطهدوا العترة وعندوا واعتدوا واستكبروا وخاب كل جبار عنيد ثم أخذهم فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا وذكر الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال إن الاحداث لما تتابعت على أبى جعفر تمثل تفرقت الظباء على خداش * فما يدرى خداش ما يصيد قال ثم أمر بإحضار القواد والموالي والصحابة وأهل بيته وأمر حمادا التركي بإسراج الخيل وسليمان بن مجالد بالتقدم والمسيب بن زهير بأخذ الأبواب ثم خرج في يوم من أيامه حتى علا المنبر قال فأزعم عليه طويلا لا ينطق قال رجل لشبيب ابن شبة ما لأمير المؤمنين لا يتكلم فإنه والله ممن يهون عليه صعاب القول فلما باله قال فافترع الخطبة ثم قال مالي أكفكف عن سعد ويشتمني * ولو شتمت بنى سعد لقد سكنوا جهلا على وجبنا عن عدوهم * لبئست الخلتان الجهل والجبن ثم جلس وقال فألقيت عن رأسي القناع ولم أكن * لا كشفه إلا لاحدى العظائم والله لقد عجزوا عن أمر قمنا به فما شكروا الكافي ولقد مهدوا فاستوعروا وغمطوا الحق وغمصوا فماذا حاولوا أشرب رنقا على غصص أم أقيم على ضيم ومضض والله لا أكرم أحدا بإهانة نفسي والله لئن لم يقبلوا الحق ليطلبنه ثم لا يجدونه عندي والسعيد من وعظ بغيره قدم يا غلام ثم ركب وذكر الفقيمي أن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن مولى محمد بن علي حدثه أن المنصور لما أخذ عبد الله بن حسن وإخوته والنفر الذين كانوا معه من أهل بيته صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أهل خراسان أنتم شيعتنا وأنصارنا وأهل دولتنا ولو بايعتم غيرنا لم تبايعوا من هو خير منا وإن أهل
(٣٣٣)