أحلل بقلبك بعد الاستخارة بيعها فبعها، واستبدل غيرها إن شاء الله، ولا تتكلم بين أضعاف الاستخارة حتى تمم المائة).
وعن الكليني أنه روي في كتاب رسائل الأئمة (1) أن الجواد (عليه السلام) كتب بمثل ذلك إلى علي بن أسباط، ويقرب من ذلك ما رواه هارون بن خارجة (2) عن الصادق (عليه السلام) قال: (إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا من الناس حتى يبدأ فيشاور الله تعالى، قال: قلت: وما مشاورة الله تعالى جعلت فداك؟
قال: تبدأ فتستخير الله فيه أو لا ثم تشاور فيه، فإنه إذا بدأ بالله تعالى أجرى له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق) إذ هو وإن لم يكن فيه تعرف الخيرة بالعزم عليه لكن فيه التعرف بما يقع على لسان المشير، وأما خيرة الآخر عنه (عليه السلام) أيضا (3) (من استخار الله راضيا بما صنع الله له خار الله له حتما) فيحتملهما معا، كالمرسل (4) عن الصادق (عليه السلام) (كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن، ثم قال:
ما أبالي إذا استخرت على أي جنبي وقعت) إلا أن الأظهر إرادة التفويض إلى الله من الأول من الدعاء والسؤال لأن يختار له ما هو خير له كما يتفق للانسان في بعض الأمور التي تتعارض عليه فيها المصالح والمفاسد في الفعل والترك فيبقى متحيرا مترددا ما يدري كيف يفعل، فينبغي له حينئذ أن يستخير الله ويفوض أمره إليه ويطلب منه توفيقه لما يختاره له مما هو خير له في عافية، فإذا فعل ذلك فلا بد أن يختار الله له حتما، بل لعل المراد من الثاني أيضا ذلك، بل قد يحمل عليه مرسل عثمان بن عيسى (5) عن أبي عبد الله (عليه السلام) (إن أبغض الخلق إلى الله من يتهم الله، قال السائل: