بها نبي الله هود عليه السلام على قومه عاد فيما قص عنهم في كتابه حيث يقول " قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين * إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون * إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " الآية. وقوله " وكيف أخاف ما أشركتم " أي كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله " ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا " قال ابن عباس وغير واحد من السلف أي حجة وهذا كقوله تعالى " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " وقوله تعالى " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان " وقوله " فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون " أي فأي الطائفتين أصوب الذي عبد من بيده الضر والنفع أو الذي عبد من لا يضر ولا ينفع بلا دليل أيهما أحق بالأمن من عذاب الله يوم القيامة لا شريك له قال الله تعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون " أي هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة.
قال البخاري حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " قال أصحابه وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت " إن الشرك لظلم عظيم " وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ قال " إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " إنما هو الشرك ".
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع وابن إدريس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس كما تظنون إنما قال لابنه " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " " وحدثنا عمر بن تغلب النمري حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت " إن الشرك لظلم عظيم ". رواه البخاري وفي لفظ قالوا أينا لم يظلم نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ليس بالذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح " إن الشرك لظلم عظيم " إنما هو الشرك " ولابن أبي حاتم عن عبد الله مرفوعا قال " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " قال بشرك قال وروي عن أبي بكر الصديق وعمر وأبي بن كعب وسلمان وحذيفة وابن عباس وابن عمر وعمرو بن شرحبيل وأبي عبد الرحمن السلمي ومجاهد وعكرمة والنخعي والضحاك وقتادة والسدي وغير واحد نحو ذلك وقال ابن مردويه حدثنا الشافعي حدثنا محمد بن شداد المسمعي حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قيل لي أنت منهم ". وقال الإمام أحمد حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا أبو جناب عن زاذان عن جرير بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كأن هذا الراكب إياكم يريد " فانتهى إلينا الرجل فسلم فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " من أين أقبلت؟ " قال من أهلي وولدي وعشيرتي قال " فأين تريد؟ قال أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فقد أصبته " قال يا رسول الله علمني ما الايمان قال " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ". قال قد أقررت. قال ثم إن بعيره دخلت يده في جحر جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " علي بالرجل " فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه فقالا: يا رسول الله قبض الرجل قال فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما رأيتما إعراضي عن الرجل فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا من الذين قال الله عز وجل فيهم " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " الآية ثم قال " دونكم أخاكم " فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه إلى القبر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم