محمد بن فليح عن موسى بن عقبة بإسناده ثم قال: قال ابن شهاب فذكر ما بعده عن موسى عن ابن شهاب والمشهور في هذه القصة أنها كانت في غزوة بني المصطلق فلعل الراوي وهم في ذكر الآية وأراد أن يذكر غيرها فذكرها والله أعلم قال الأموي في مغازيه: حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذني قومي فقالوا إنك امرؤ شاعر فإن شئت أن تعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض العلة ثم يكون ذنبا تستغفر الله منه وذكر الحديث بطوله إلى أن قال وكان ممن تخلف من المنافقين ونزل فيه القرآن منهم ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم الجلاس بن سويد بن الصامت وكان على أم عمير بن سعد وكان عمير في حجره فلما نزل القرآن وذكرهم الله بما ذكر مما أنزل في المنافقين قال الجلاس والله لئن كان هذا الرجل صادقا فيما يقول لنحن شر من الحمير فسمعها عمير بن سعد فقال والله يا جلاس إنك لأحب الناس إلي وأحسنهم عندي بلاء وأعزهم علي أن يصله شئ يكرهه ولقد قلت مقالة لان ذكرتها لتفضحني ولئن كتمتها لتهلكني ولإحداهما أهون علي من الأخرى فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال الجلاس فلما بلغ ذلك الجلاس خرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحلف بالله ما قال ما قال عمير بن سعد ولقد كذب علي: فأنزل الله عز وجل فيه " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم " إلى آخر الآية. فوقفه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فزعموا أن الجلاس تاب فحسنت توبته ونزع فأحسن النزوع. هكذا جاء هذا مدرجا في الحديث متصلا به وكأنه والله أعلم من كلام ابن إسحاق نفسه لا من كلام كعب بن مالك وقال عروة بن الزبير نزلت هذه الآية في الجلاس بن سويد بن الصامت أقبل هو وابن امرأته مصعب من قباء فقال الجلاس إن كان ما جاء به محمد حقا فنحن أشر من حمرنا هذه التي نحن عليها فقال مصعب أما والله يا عدو الله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وخفت أن ينزل في القرآن أو تصيبني قارعة أو أن أخلط بخطيئة فقلت يا رسول الله أقبلت أنا والجلاس من قباء فقال كذا وكذا ولولا مخافة أن أخلط بخطيئة أو تصيبني قارعة ما أخبرتك. قال فدعا الجلاس فقال " يا جلاس أقلت الذي قاله مصعب؟ " فحلف فأنزل الله " يحلفون بالله ما قالوا " الآية. وقال محمد بن إسحاق كان الذي قال تلك المقالة فيما بلغني الجلاس بن سويد بن الصامت فرفعها عليه رجل كان في حجره يقال له عمير بن سعد فأنكرها فحلف بالله ما قالها فلما نزل فيه القرآن تاب ونزع وحسنت توبته فيما بلغني وقال الإمام أبو جعفر بن جرير حدثني أيوب بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل شجرة فقال " إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم - بعيني الشيطان - فإذا جاء فلا تكلموه ". فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا حتى تجاوز عنهم فأنزل الله عز وجل " يحلفون بالله ما قالوا " الآية. وقوله " وهموا بما لم ينالوا " قيل أنزلت في الجلاس بن سويد وذلك أنه هم بقتل ابن امرأته حين قال لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل في عبد الله بن أبي هم بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال السدي نزلت في أناس أرادوا أن يتوجوا عبد الله بن أبي وإن لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ورد أن نفرا من المنافقين هموا بالفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو في غزوة تبوك في بعض تلك الليالي في حال السير وكانوا بضعة عشر رجلا قال الضحاك ففيهم نزلت هذه الآية وذلك بين فيما رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب دلائل النبوة من حديث محمد بن إسحاق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كنت آخذا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار يسوق الناقة أو أنا أسوقه وعمار يقوده حتى إذا كنا بالعقبة فإذا أنا باثني عشر راكبا قد اعترضوه فيها قال فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فصرخ بهم فولوا مدبرين فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل عرفتم القوم؟ " قلنا لا يا رسول الله قد كانوا متلثمين ولكنا قد عرفنا الركاب قال " هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة وهل تدرون ما أرادوا؟ " قلنا لا قال " أرادوا أن يزاحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة فيلقوه منها " قلنا يا رسول الله أفلا نبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟ قال " لا أكره أن تتحدث العرب بينها أن محمدا
(٣٨٦)