" جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة وآنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن " وبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا في السماء للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضا " أخرجاه في الصحيحين وفيهما أيضا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان فإن حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو حبس في أرضه التي ولد فيها " قالوا يا رسول الله أفلا نخبر الناس؟ قال " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن " وعند الطبراني والترمذي وابن ماجة من رواية زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر مثله وللترمذي عن عبادة بن الصامت مثله وعن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما ترون الكوكب في السماء " أخرجاه في الصحيحين ثم ليعلم أن أعلى منزلة في الجنة مكان يقال له الوسيلة لقربه من العرش وهو مسكن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجنة كما قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن ليث عن كعب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا صليتم علي فسلوا الله لي الوسيلة " قيل يا رسول الله ما الوسيلة؟ فقال: " أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو ".
وفي صحيح مسلم من حديث كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة من الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة يوم القيامة " وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا الوليد بن عبد الملك الحراني حدثنا موسى بن أعين عن ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سلوا الله لي الوسيلة فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ". رواه الطبراني وفي مسند الإمام أحمد من حديث سعد بن مجاهد الطائي عن أبي المدله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله حدثنا عن الحنة ما بناؤها؟ قال " لبنة ذهب ولبنة فضة وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران من يدخلها ينعم لا ييأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه " وروى عن ابن عمر مرفوعا نحوه وعند الترمذي من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة لغرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ". فقام أعرابي فقال يا رسول الله لمن هي؟ فقال لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام " ثم قال حديث غريب ورواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو الأشعري فالله أعلم وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا هل من مشمر إلى الجنة؟ فإن الجنة لا حظر لها هي ورب الكعبة نورا يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال " قولوا إن شاء الله " فقال القوم إن شاء الله رواه ابن ماجة وقوله تعالى " ورضوان من الله أكبر " أي رضا الله عنهم أكبر وأجل وأعظم مما هم فيه من النعيم كما قال الامام مالك رحمه الله عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يدك فيقول هل رضيتم؟ فيقولون