قوله تعالى:
(ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون (3) وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم (4) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون (5) وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون (6) لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين (7) ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين (8) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (9) سبع آيات.
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على وجه التهديد للكفار: اترك هؤلاء يأكلوا ما يشتهون، ويستمتعوا في هذه الدنيا بما يريدون ويشغلهم الامل " فسوف يعلمون " وبال ذلك فيما بعد يعني يوم القيامة ووقت الجزاء على الاعمال.
ثم اخبر تعالى انه لم يهلك أهل قرية فيما مضى على وجه العقوبة الا وكان لها كتاب معلوم يعنى أجل مكتوب قد علمه الله تعالى لابد ان يبلغونه لما سبق في علمه، ويجوز إلا ولها بالواو وبغير الواو، لأنه جاء بعد التمام، ولو جاء بعد النقصان لم يجز، نحو رجلا هو قائم، ولا يجوز وهو قائم، وكذلك في الظرف في خبر كان، وقال لم تكن أمة فيما مضى تسبق اجلها فتهلك قبل ذلك ولا تتأخر عن اجلها الذي قدر لها بل إذا استوفت أجلها اهلكها الله.
ثم قال له: ان هؤلاء الكفار يقولون لك " يا أيها الذي نزل عليه الذكر " يعنون القرآن نزل عليك على قولك، لأنهم لم يكونوا من المعترفين بذلك " انك لمجنون " في ادعائك أنه أنزل عليك الذكر بوحي الله إليك، ولم تكن ممن يقرأ.