إنعامه، وهي صفة مبالغة في الحمد، وقد يكون كفر النعمة بأن يشبه الله بخلقه أو يجور في حكمه، أو يرد على نبي من أنبيائه، أو كان بمنزلة واحد منها في عظم الفاحشة، لان الله تعالى منعم بجميع ذلك من حيث أقام الأدلة الواضحة على صحة جميع ذلك وغرضه بالنظر في جميعها الثواب الجزيل، فلذلك كان منعما بها إن شاء.
قوله تعالى:
(ألم يأتكم نبو الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود * والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب (9) قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين) (10) آيتان في الكوفي وثلاثا آيات في المدنيين والبصري تمام الأولى قوله " وثمود ".
قيل فيمن يتوجه الخطاب إليه في قوله " ألم يأتكم نبؤ " قولان:
أحدهما - قال الجبائي: إنه متوجه إلى أمة النبي صلى الله على وسلم ذكروا بأخبار من تقدم وما جرى من قصصهم.
والثاني - قال قوم: إنه من قول موسى (ع) لأنه متصل به في الآية المتقدمة يقول الله لهم " ألم يأتكم " اي اما جاءكم اخبار من تقدمكم. والنبأ الخبر عما يعظم