وقوله " ان الحسنات يذهبن السيئات " قيل فيه وجهان:
أحدهما - تذهب به على وجه التكفير إذا كانت المعصية صغيرة.
والآخر - ان المراد بالحسنات التوبة تذهب بالسيئة أي تسقط عقابها، لأنه لا خلاف في أن سقوط العقاب عند التوبة. وقد قيل إن الدوام على فعل الحسنات يدعو إلى ترك السيئات فكأنها أذهبت بها.
وقوله " ذلك ذكرى للذاكرين " يعني ما ذكره من قوله " ان الحسنات يذهبن السيئات فيه تذكار لمن تذكر به وفكر فيه.
قوله تعالى:
(واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) (116) آية بلا خلاف.
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى قومه وتكذيبهم إياه، والتجلد عليه، وعلى القيام بما افترض عليه من أداء الواجب، والامتناع من القبيح، وبين له انه يضيع ولا يهمل أجر المحسنين على احسانهم بل يكافيهم عليه أتم الجزاء وأكمل الثواب، و (الصبر) حبس النفس عن الخروج إلى ما لا يجوز من ترك الحق، وضده الجزع قال الشاعر:
فان تصبرا فالصبر خير مغبة * وان تجزعا فالامر ما تريان (3) والصبر على الباطل مذموم، قال الله تعالى " وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم " (2) ويعين على الصبر شيئان: