بقدرته من أن يضام. والعز منع الضيم بسعة المقدور والسلطان " ان له أبا شيخا كبيرا " يعنون يعقوب أبا أخيهم اي انه كبير السن، ويجوز ان يريدوا: كبير القدر " فخذ أحدنا مكانه " اي خذ واحدا منا عبدا بدله - في قول الحسن وغيره - " إنا نراك من المحسنين " الينا في الكيل ورد بضاعتنا. وقد أملنا ذلك منك.
قوله تعالى:
(قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون) (79) آية بلا خلاف.
هذا حكاية ما أجاب به يوسف أخوته حين قالوا له خذ واحدا منا بدله، لأنه قال لهم " معاذ الله " أي اعتصاما بالله أن يكون هذا. والاعتصام امتناع الهارب من الامر بغيره، ولذلك يقال اعتصم بالجبل من عدوه. واعتصم بالله من شر عدوه، فانا لا نأخذه " إلا من وجدنا متاعنا " يعني الصواع " عنده. إنا إذا لظالمون " ومعناه إنا لو أخذنا غير من وجدنا متاعنا عنده لكنا ظالمين، واضعين للشئ في غير موضعه. والعرب تقول معاذ الله، ومعاذه الله وعوذه الله وعياذ الله. وتقول: اللهم عائذا بك اي اني أعوذ عائذا بك، فكأنه قال استجير بالله من أن آخذ بريئا بسقيم.
قوله تعالى:
(فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي تفسير التبيان ج 6 - م 12