من يحل به العذاب الذي يخزيه اي يفضحه ويذله، وهو أشد من العذاب الذي لا يفضح " ومن هو كاذب " وتعرفون من هو الكاذب مني ومنكم.
وقوله " وارتقبوا " معناه انتظروا ما وعدتكم به من العذاب، يقال رقبه يرقبه رقوبا وارتقبه ارتقابا وترقبه ترقبا " اني معكم رقيب " اي منتظر لنزول ذلك بكم. وموضع " من يأتيه " ان جعلت (من) بمعنى الذي نصب، وقوله " ومن هو كاذب " عطف عليه، وان جعلتها للاستفهام كان موضعها الرفع، ذكره الفراء وادخلوا (هو) في قوله " ومن هو " لأنهم لا يقولون: من قائم؟ ولا من قاعد؟، وإنما يقولون: من قام؟ ومن يقوم؟ أو من القائم؟ فلما لم يقولوا إلا المعرفة أو يفعل، ادخلوا (هو) مع قائم، ليكونا جميعا في مقام (فعل، ويفعل) لأنهما يقومان مقام اثنين، وقد ورد في الشعر من قائم؟ قال الشاعر:
من شارب مربح بالكأس نادمني * لا بالحصور ولا فيها بسئوار (1) قال الفراء: وربما خفضوا بعدها، فيقولون: من رجل يتصدق علي؟ بتأويل هل من رجل؟
قوله تعالى:
(ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) (95) آية بلا خلاف.
اخبر الله تعالى انه " لما جاء أمر " الله باهلاك قوم شعيب، وقد بينا معناه فيما مضى (2) " نجينا شعيبا " اي خلصناه، ونجينا معه من كان مؤمنا من قومه برحمة