قوله تعالى:
(هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ينشئ السحاب الثقال (13) ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) (14) آيتان بلا خلاف.
اخبر الله تعالى انه هو الذي يرى الخلق البرق اي يجعلهم على صفة الرؤية بايجاد المرئي لهم وجعله إياهم على هذه الصفة التي يرون معها المرتيات من كونهم احياء ورفع الموانع والآفات منهم يقال: أراه يريه إراءة إذا جعله رائيا مثل أقامه يقيمه إقامة، وهو مشتق من الرؤية. والبرق ما ينقدح من السحاب من اللمعان كعمود النار وجمعه بروق وفيه معنى السرعة، يقال: امض في حاجتك كالبرق، والخوف انزعاج النفس بتوهم وقوع الضرر، خاف من كذا يخاف خوفا فهو خائف. والشئ مخوف. والطمع تقدير النفس لوقوع ما يتوهم من المحبوب. ومثله الرجاء والأمل.
وقيل في معني قوله " خوفا وطمعا " قولان:
أحدهما - قال الحسن: خوفا من الصواعق التي تكون مع البرق وطمعا في الغيث الذي يزيل الجدب والقحط.
وقال قتادة: خوفا للمسافرين من أذاه وطمعا للمقيم في الرزق به، وهما منصوبان على أنه مفعول له.
وقوله " وينشئ السحاب الثقال " والانشاء فعل الشئ من غير سبب مولد، ولذلك قيل النشأة الأولى، والنشأة الثانية. ومثله الاختراع والابتداع.
والسحاب هو الغيم، وسمي به، لأنه ينسحب في السماء. وإذا قيل سحابة جمعت