هذه الشاة التي أراها في كفاء البيت قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال أتأذنين في حلابها قالت والله ما ضربها من فحل قط وشأنك بها فمسح ظهرها وضرعها ثم دعا باناء يربض الرهط (1) فحلب فيه فملأه فسقى أصحابه عللا بعد نهل ثم حلب فيه أخرى فغادره عندها وارتحل فلما جاء زوجها عند المساء قال لها يا أم معبد ما هذا اللبن ولا حلوبة في البيت والغنم عازب قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل ظاهر الوضاء مليح الوجه في أشفاره وطف وفي عينيه دعج وفي صوته صهل غصن بين غصنين لا يتشنى من طول ولا تقتحمه عين من قصر لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة كأن عنقه إبريق فضة إذا نظر علاه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار كلامه كخرز النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها محسود غير مفند له أصحاب يحفون به إذا أمروا تبادروا إليه فإذا نهوا انتهوا عند نهيه فقال هذا صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته ولأجهدن أن أفعل ولم يعلموا بمكة أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعوا هاتفا يهتف على أبي قبيس:
جزى الله خيرا والجزاء بكفه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به * فقد فاز من أمسى رفيق محمد فما حملت من ناقة فوق رحلها * أبر وأوفى ذمة من محمد وأكسى لبرد الحال قبل ابتدائه * وأعطى برأس الساع المتجرد ليهن بني كعب مكان فتلتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المديني ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا وقد تقدم هذا الحديث من غير الطريق في المغازي في الهجرة إلى المدينة (1). وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم رؤى كالنور يخرج من بين ثناياه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف. وعن أبي قرصافة قال لما بايعنا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي أمي وخالتي يا بني ما رأينا