{باب منه} عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال يا عبد الله إذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراه أحد فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما صنعت يا عبد الله قال جعلته في مكان ظننت أنه خاف عن الناس قال فلعلك شربته قال نعم قال ومن أمرك أن تشرب الدم ويل لك من الناس وويل للناس منك. رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح غير هنيد بن القاسم وهو ثقة. وعن سفينة (1) قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم قال خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس فتغيبت فشربته ثم ذكرت ذلك له فضحك. رواه الطبراني والبزار باختصار الضحك ورجال الطبراني ثقات.
وعن أبي سعيد الخدري أن أباه مالك بن سنان لما أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه يوم أحد مص دم رسول الله صلى الله عليه وسلم وازدرده فقيل له أتشرب الدم فقال نعم أشرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالط دمي دمه (2) لا تمسه النار. رواه الطبراني في الأوسط ولم أر في اسناده من أجمع على ضعفه. وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق بيته جالسا فقال يا سلمى إئتيني بغسل فجئته باناء فيه سدر فصفيته له ثم جثا على مرفقه حشوها ليف وأنا أصب على رأسه فغسلها وإني أنظر إلى كل قطرة تقطر من رأسه في الاناء كأنه الدر يلمع ثم جئته بماء فغسله فلما فرغ عن غسله قال يا سلمى أهريق ما في الاناء في موضع لا يتخطاه أحد فأخذت الاناء فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال لي ماذا صنعت بما في الاناء قلت يا رسول الله حسدت الأرض عليه فشربت بعضه ثم أهرقت الباقي على الأرض فقال اذهبي فقد حرم الله بدنك على النار.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه معمر بن محمد وهو كذاب. وعن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال أين القدح قالوا شربته سرة خادم أم سلمة التي قدمت معها