بمسجد إبراهيم وإسماعيل عهدا فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاه وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس حوله فقمت مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت عبد الله بن سلام قال قلت نعم قال أدن فدنوت منه قال أنشدك بالله يا عبد الله بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انعت ربنا فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن سلام أشهد أن لا إله الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم اسلامه فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وأنا فوق نخلة لي أجدها (1) فسمعت رجه فقلت ما هذا فقالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي لله أنت لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان بذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة فقلت والله لأنا أشد فرحا بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم من موسى إذ بعث. رواه الطبراني ورجاله ثقات الا أن حمزة بن يوسف لم يدرك جده عبد الله بن سلام (2).
{باب فيمن أخبر بنبوته صلى الله عليه وسلم} عن جابر بن عبد الله قال أن أول خبر قدم علينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان امرأة كان لها تابع قال فأتاها في صورة طير فوقع على جذع لهم قال فقلت الا تنزل لتخبرنا ونخبرك قال إنه قد خرج بمكة رجل حرم علينا الزنا ومنع منا القرار.
رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. وعن مجاهد قال حدثني شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له ابن عيسى قال كنت أسوق لآل لنا بقرة فسمعت من جوفها يا آل ذريح قول فصيح رجل نصيح أن لا إله إلا الله قال فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة. رواه أحمد ورجاله ثقات.