فنحتها عصا يتوكأ عليها فأكلتها الأرضة فسقط فحزروا أكلها والجن تعمل الأرضة فوجدوه حولا فتبينت الانس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين وكان ابن عباس يقرؤها هكذا فشكرت الجن الأرضة فكانت تأتيها حيث كانت. رواه الطبراني والبزار بنحوه مرفوعا وموقوفا وفيه عطاء وقد اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح.
{باب ذكر نبي الله أيوب عليه السلام} عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن نبي الله أيوب كان في بلائه ثماني عشرة سند فرفضه القريب والبعيد إلا رجلان من إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان إليه فقال أحدهما لصاحبه تعلم والله لقد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد قال صاحبه وما ذاك قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك قال أيوب ما أدري ما تقول إلا أن الله يعلم كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ فلما كان ذات يوم أبطأ عليها وأوحى إلى أيوب في مكانه أن (أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) فاستبطأته فتلقته تنظر وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به مذ كان صحيحا منك قال فاني أنا هو وكان له أبداران أبدر القمح وأبدر الشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت أحدهما على أبدر القمح فرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى على أبدر الشعير الورق حتى فاض. رواه أبو يعلي والبزار ورجال البزار رجال الصحيح.
{باب في ذكر يحيى بن زكريا عليهما السلام} عن ابن عباس قال كنت في حلقة في المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن وذكرنا