الناس حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا بأكثرنا مالا قال أنا رسول الله إليكم يأمرنا بأشياء لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكان عليه آباؤنا فشنينا له وكذبنا ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقال نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد حتى جاءكم حتى يشارككم فيما أنتم فيه من العيش فضحك ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صدق قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم فكنا عليه حتى ظهرت فينا فتداء فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء فان أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يشارركم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم الذي فعلنا وتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم فهم لم يكونوا أكثر عددا منا ولا أشد قوة منا فقال عمرو بن العاص فما كلمت رجلا أنكر منه. رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن علقمة وهو ثقة. وعن كرز بن علقمة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران منهم أربعة وعشرون من أشرافهم والأربعة والعشرون منهم ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم العاقب أمير للقوم وذو رأيهم وصاحب مشورتهم والذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره واسمه عبد المسيح والسيد عالمهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم وأبو حارثة بن علقمة أخو بكر بن وائل أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارستهم وكان أبو حارثة قد شرف فيهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك النصرانية قد سرقوه وقتلوه وبنوا له الكنائس وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من اجتهاده في دينهم فلما وجهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يساره إذ عثرت بغلة أبي حارثة فقال كرز تعس الأبعد يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل أنت تعست قال ولم يا أخ
(٢٣٨)