إن الذي جاء بالنبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد هلك الصماد وكان يعبد مرة * قبل الصلاة على النبي محمد قال فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاثمائة راكب من قومي من بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلنا المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم ثم قال يا عباس بن مرداس كيف كان إسلامك فقصصت عليه القصة فقال صدقت فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأسلمت أنا وقومي. رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي ضعفه الجمهور ووثقه سعيد بن منصور وقال كان مالك يرضاه، وبقية رجاله وثقوا.
وعن مازن بن الغضوبة قال كنت أسدن صنما يقال له باحر سماتل تويه نعمان فعبرنا ذات يوم وعنده عنيزة وهي الذبيحة فسمعت صوتا من الصنم يقول:
يا مازن اسمع تسر * ظهر خير وبطن شمر * بعث نبي من مضر بدين الله الأكبر * فدع نحيتا من حجر * تسلم من حر سقر قال ففزعت من ذلك وقلت إن هذا لعجب ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتا من الصنم يقول:
أقبل إلي أقبل * تسمع ما لا يجهل * هذا نبي مرسل * جاء بحق منزل آمن به كي تعدل * عن حر نار تشعل * وقودها بالجندل فقلت ان هذا لعجب وانه لخير يراد بي فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز فقلنا ما الخبر وراءك قال ظهر رجل يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله فقلت هذا نبأ ما قد سمعت فسرت إلى الصنم فكسرته وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرح لي الاسلام فأسلمت وقلت:
كسرت يا حر أجداد وكان لنا * ربا نطيف به عميا بظلال بالهاشمي هدينا من ضلالتنا * ولم يكن دينه مني على بال يا راكبا بلغن عمرا وإخوته * أني لمن قال ربي يا حر قال يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة قال مازن فقلت يا رسول الله اني امرؤ مولع