فسكت حسين (عليه السلام)، فقالها ثانية. فسكت، حتى إذا كانت الثالثة، قال (عليه السلام): قولوا له: نعم، هذا حسين، فما حاجتك؟
قال: يا حسين! أبشر بالنار!
قال: كذبت، بل أقدم على رب غفور وشفيع مطاع، فمن أنت؟
قال: ابن حوزة، فرفع الحسين (عليه السلام) يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب، ثم قال: أللهم حزه إلى النار!
فغضب ابن حوزة، فذهب ليقحم إليه الفرس، وبينه وبينه نهر، فعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت قدمه وساقه وفخذه، وبقى جانبه الآخر متعلقا بالركاب.
فرجع مسروق وترك الخيل من ورائه، فسألته عن ذلك، فقال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا، لا أقاتلهم أبدا! (1) [503] - 286 - ابن أعثم:
قال (عليه السلام): كذبت يا عدو الله! إني قادم على رب رحيم وشفيع مطاع وذلك جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال الحسين (عليه السلام): من هذا الرجل؟
فقالوا: هذا مالك بن حوزة.
فقال الحسين (عليه السلام): أللهم حزه إلى النار، (2) وأذقه حرها في الدنيا قبل مصيره إلى الآخرة. (3)