وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ثم شد عليه فضربه بسيفه حتى برد، وإنه لمشغول بضربه إذ شد عليه سالم مولى عبيد الله بن زياد، فصاحوا به قد رهقك العبد فلم يشعر حتى غشيه، فبدره بضربة اتقاها ابن عمير بيده اليسرى فأطارت أصابع كفه، ثم شد عليه فضربه حتى قتله، وأقبل وقد قتلهما جميعا وهو يرتجز ويقول:
إن تنكروني فأنا ابن كلب * أنا امرء ذو مرة وعصب ولست بالخوار عند النكب وحمل عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الحسين عليه السلام فيمن كان معه من أهل الكوفة، فلما دنا من الحسين عليه السلام جثوا له على الركب وأشرعوا الرماح نحوهم، فلم تقدم خيلهم على الرماح فذهبت الخيل لترجع، فرشقهم أصحاب الحسين عليه السلام بالنبل، فصرعوا منهم رجالا وجرحوا منهم آخرين وجاء رجل من بني تميم يقال له عبد الله بن خوزة فأقدم على عسكر الحسين عليه السلام فناداه القوم: إلى أين ثكلتك أمك؟ فقال: إني أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع، فقال الحسين عليه السلام لأصحابه: من هذا؟ فقيل له: هذا ابن خوزة التميمي، فقال: اللهم جره إلى النار فاضطرب به فرسه في جدول فوقع وتعلقت رجله اليسرى في الركاب وارتفعت اليمنى وشد عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى فأطارت وعدا به فرسه فضرب برأسه كل حجر وكل شجر حتى مات وعجل الله بروحه إلى النار، ونشب القتال فقتل من الجميع جماعة (1) وقال محمد بن أبي طالب وصاحب المناقب وابن الأثير في الكامل ورواياتهم متقاربة: إن الحر أتى الحسين عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله كنت أول خارج عليك فائذن لي لأكون أول قتيل بين يديك، وأول من يصافح جدك غدا، وإنما قال الحر: لأكون أول قتيل بين يديك والمعنى يكون أول قتيل من المبارزين وإلا فان جماعة كانوا قد قتلوا في الحملة الأولى كما ذكر، فكان أول من تقدم إلى