[435] - 218 - أبو مخنف:
فدعا ابن سعد بكثير بن شهاب وقال له: انطلق إلى الحسين (عليه السلام) وقل له: ما الذي جاء بك إلينا، وأقدمك علينا؟
فأقبل حتى وقف بإزاء الحسين (عليه السلام) ونادى: يا حسين! ما الذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا؟
فقال الحسين (عليه السلام): أتعرفون هذا الرجل؟
فقال له أبو ثمامة الصيداوي: هذا من أشر أهل الأرض.
فقال (عليه السلام): سلوه ما يريد؟
فقال: أريد الدخول على الحسين (عليه السلام). فقال له زهير بن القين: ألق سلاحك وادخل. فقال: لست أفعل.
فقال: انصرف من حيث أتيت، فانصرف إلى ابن سعد وأخبره بذلك، فأنفذ برجل آخر من خزيمة وقال له: امض إلى الحسين (عليه السلام) وقل له: ما الذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا؟ فأقبل حتى وقف بإزاء الحسين (عليه السلام) فنادى، فقال الحسين (عليه السلام):
أتعرفون هذا الرجل؟
فقالوا: هذا رجل فيه الخير إلا أنه شهد هذا الموضع!
فقال: سلوه ما يريد؟
فقال: أريد الدخول على الحسين (عليه السلام). فقال له زهير: ألق سلاحك وادخل.
فقال: حبا وكرامة. ثم ألقى سلاحه ودخل عليه فقبل يديه ورجليه وقال: يا مولاي! ما الذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا؟
فقال (عليه السلام): كتبكم.
فقال: الذين كاتبوك هم اليوم من خواص ابن زياد!