شاهدت مما عملنا به فيها وتجتهد لنفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي هذا واستوثقت به من الحجة لنفسي عليك لكيلا تكون لك علة عند تسرع نفسك إلى هواها فلن يعصم من السوء ولا يوفق للخير الا الله تعالى وقد كان فيما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في وصاياه تحضيض على الصلاة والزكاة وما ملكته ايمانكم فبذلك أختم لك بما عهدت ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
(ومن هذا العهد وهو آخره) وانا اسئل الله بسعة رحمته وعظيم قدرته على اعطاء كل رغبة ان يوفقني وإياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح اليه والى خلقه مع حسن الثناء في العباد وجميل الأثر في البلاد وتمام النعمة وتضعيف الكرامة وان يختم لي ولك بالسعادة والشهادة انا اليه راجعون والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين) وأورده في تحف العقول ص 126 - بهذه المضامين مع اختلاف يسير 5 نهج البلاغة 1053 - ومن كتاب له عليه السلام إلى قثم ابن العباس وهو عامله على مكة - اما بعد فأقم للناس الحج وذكرهم بأيام الله و اجلس لهم العصرين فأفت المستفتى وعلم الجاهل وذاكر (1) العالم ولا يكن لك إلى الناس سفير الا لسانك ولا حاجب الا وجهك ولا تحجبن ذا حاجة عن لقائك بها فإنها ان ذيدت (2) عن أبوابك في أول وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها وانظر إلى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى من قبلك من ذوي العيال والمجاعة مصيبا " به مواضع الفاقة والخلات (3) وما فضل عن ذلك فأحمله الينا لنقسمه فيمن قبلنا ومر اهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن اجرا " فان الله سبحانه يقول (سواء العاكف فيه والباد) فالعاكف المقيم به والبادي الذي يحج اليه من غير