نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام فان ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد لان فيه قود البدن وان ابتليت بخطاء وأفرط عليك سوطك أو سيفك أو يدك بالعقوبة فان في الوكزة (1) فما فوقها مقتلة فلا تطمحن (2) بك نخوة (3) سلطانك عن أن تؤدى إلى أولياء المقتول حقهم وإياك والاعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء فان ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق (4) ما يكون من احسان المحسنين وإياك والمن على رعيتك باحسانك أو التزيد فيما كان من فعلك أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك فان المن يبطل الاحسان والتزيد يذهب بنور الحق والخلف يوجب المقت (5) عند الله والناس قال الله تعالى كبر مقتا " عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون وإياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التساقط فيها عند امكانها أو اللجاجة فيها إذا تنكرت أو الوهن عنها إذا استوضحت فضع كل امر موضعه وأوقع كل عمل موقعه وإياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة (6) والتغابي (7) عما تعنى به مما قد وضح للعيون فإنه مأخوذ منك لغيرك وعما قليل تنكشف عنك أغطية الأمور وينتصف منك للمظلوم أملك حمية انفك وسورة (8) حدك وسطوة يدك وغرب لسانك (9) واحترس من كل ذلك بكف البادرة (10) وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار ولن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك والواجب عليك ان تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومة عادلة أو سنة فاضلة أو اثر عن نبينا صلى الله عليه وآله أو فريضة في كتاب الله فتقتدى بما
(٣٤١)