محفوظا مدروسا فلا يضمحل ولا يجهل وانما بدء بالحمد دون سائر السور لأنه ليس شئ من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد وذلك أن قول الله (قوله - خ ل) عز وجل الحمد لله انما هو أداء لما أوجب الله عز وجل على خلقه من الشكر وشكر لما وفق عبده من الخير (للخير - خ ل) رب العالمين توحيد له وتحميد واقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره الرحمن الرحيم استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه على جميع خلقه مالك يوم الدين اقرار له بالبعث والحساب والمجازاة وايجاب ملك الآخرة له كايجاب ملك الدنيا إياك نعبد رغبة وتقرب إلى الله تعالى ذكره واخلاص له بالعمل دون غيره وإياك نستعين.
استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم الله عليه ونصرة اهدنا الصراط المستقيم استرشاد - 1 - لدينه - 2 - واعتصام (واعتصاما - خ ل) بحبله واستزادة في المعرفة لربه عز وجل ولعظمته وكبريائه صراط الذين أنعمت عليهم توكيدا (توكيد - خ) في السؤال والرغبة وذكرا (ذكر - خ) لما قد - خ) تقدم من نعمه على أوليائه ورغبة في مثل تلك النعم (النعمة - خ ل) غير المغضوب عليهم استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين المستخفين به وبأمره ونهيه ولا الضالين اعتصام من أن يكون من الذين ضلوا عن سبيله من غير معرفة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فقد اجتمع فيه من جوامع الخير والحكمة من امر الآخرة والدنيا ما لا يجمعه شئ من الأشياء وذكر العلة التي من اجلها جعل الجهر في بعض الصلوات دون بعض (البعض - خ) ان الصلوات (الصلاة - خ) التي تجهر فيها انما (فإنما - خ ل) هي في أوقات مظلمة فوجب أن تجهر فيها ليعلم المار ان هناك جماعة فان أراد أن يصلي صلى لأنه إن لم ير جماعة علم ذلك من جهة السماع والصلاتان اللتان لا يجهر فيهما انما هما بالنهار (في النهار - خ ل) في أوقات مضيئة فهي من جهة الرؤية - 3 - لا يحتاج فيها (فيهما - خ ل) إلى السماع العلل 97 - العيون 254 - (بالاسناد المتقدم في باب فرض الصلاة عن الفضل بن شاذان في حديث العلل