بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفتاح على المجاهدين بالفتح المبين، المبين المسالك لسلوك السالكين، والصلاة والسلام على السفير، وآله أئمة التدبير.
أما بعد، فقد سألتما أعزكما الله بطاعته، وألهمكما سلوك طريق هدايته، وأوصلكما إلى ادراك منهج التحقيق بعنايته تبيين كيفية سلوك المجتهد في استنباط الأحكام، واستخراج الحوادث عن الأدلة، بطريق الاختصار، مما أخذناه مشافهة، فسارعت إلى الإجابة، مستعينا بالله، ومتوكلا عليه.
فأقول: الطريق الموصلة إلى الأحكام عندنا أربعة: الكتاب، والسنة متواترة وآحادا والاجماع، وأدلة العقل.
أما الكتاب: فمنه نص وظاهر، وهما معا دليلان، ويحتاج في ذلك إلى:
معرفة دلالات الألفاظ، والمحكم والمتشابه، والحقيقة والمجاز، والأمر والنهي، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والظاهر والمؤول، والناسخ والمنسوخ ويرجع في معرفة هذه العوارض إلى علم الأصول، فإنه مستوفى فيه بالنسبة إلى الأمور الكلية.