لحقا، ولكن إياك أن تركن إلى الدنيا، فإن الله قد حملك علما فلا تضيعه، وتركن إلى غيره. فقال الرجل: لا يكون إلا خيرا. ومضى نحو أقاربه، فطالت غيبته، فسأل موسى عليه السلام عنه، فلم يخبره أحد بحاله، فسأل جبرئيل عليه السلام عنه فقال له: أخبرني عن جلسي فلان ألك به علم؟ قال: نعم هو ذا 1 على الباب قد مسخ قردا في عنقه سلسلة. ففزع موسى عليه السلام إلى ربه، وقام إلى مصلاه يدعو الله، ويقول: يا رب صاحبي وجليسي؟ فأوحى الله عز وجل إليه:
يا موسى لو دعوتني حتى تنقطع ترقوتاك ما استجبت لك فيه، إني كنت حملته علما، فضيعه، وركن إلى غيره 2.
وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة، فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأدنه الفهم، ولسانه الصدق، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة الأسباب والأمور، ويده الرحمة، ورجله زيارة العلماء، وهمته السلامة، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، وسلاحه لين الكلمة، وسيفه الرضا، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة، العلماء، وماله الأدب، وذخيرته اجتناب الذنوب، ورداؤه المعروف، ومأواه الموادعة، ودليله الهدى، ورفيقه محبة الأخيار 3.
وفي حديث عنوان البصري 4 الطويل عن الصادق عليه السلام:
.